“يكفينا ما فينا”

علاج إنفلونزا الطيور الذي يطلق عليه” تاميفلو” قد يصيبك بالهذيان والتصرفات غير العادية، ومنها إيذاء النفس! هذا إيضاح صادر من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهي كما تعلمون المرجعية المعتبرة للمختصين في بلادنا. وقد نشرت صحيفة “الاقتصادية” السبت الماضي خبراً يذكر ما أشرت إليه أعلاه، فلم أصدق للوهلة الأولى، خصوصاً وأنا أرى الإعلانات عن هذا الدواء تخطف الأبصار في بعض صحفنا، وكأن سكان بلادنا يعانون من إنفلونزا الطيور، أو أن سكانها من الطيور المهددة بالإنفلونزا، هذا التحذير الصادر من هيئة محترمة في تخصصها “عقبال ما تشتغل هيئتنا!”، يوجب على وزارة الصحة إيقاف هذا الدواء عن التداول، لأن الجميع يعلم أن بعض الأطباء والصيادلة يمكن لهم إقناع “الزبون” بكل شيء فيه دفع نقدي محترم. أقول “بعض” حتى لا “يتطامر” عليَّ بعض آخر. وفي الخبر أن الشركة المصنعة حاولت التخفيف من ملاحظة إدارة الغذاء والدواء الأميركية بقولها إنها حالات قليلة! ومن الطبيعي أن تدافع الشركة المنتجة عن سلعتها، ولكن الوقاية هي الأهم، فهل نحن بحاجة إلى مزيد من الهذيان؟ أعتقد أن “اللي فينا مكفينا”. تخيل هذيانا يأتي من علاج لإنفلونزا الطيور، ربما يهذي المصاب متوقعاً أنه صقر مع اقتراب موسم القنص، وربما دجاجة، وقد يصعد أحدهم سطح المنزل محاولاً الطيران!
ثم هل نحن بحاجة إلى إيذاء النفس، أيضاً “اللي فينا مكفينا”، عديد منا إذا لم يؤذ نفسه كل يوم قام بإيذاء الآخرين. والجميع يعتبر وزارة الصحة، صمام الأمان للوقاية أولاً وعاشراً، ثم للعلاج، وأجزم أن لدى الصحة من الصداع ما يكفيها، فلا يجب أن تخضع لهوامير الدواء والعلاج، فيجب إيقاف هذا الدواء إلى أن يتضح الأمر. وخوفي أن يتم التعامل معه كما تم مع مشروبات الطاقة، التي تُركت لوعي الناس، والكل يعلم أحوال الأهالي مع أطفالهم وجشع التجار وقدراتهم السحرية الإعلانية في التأثير في جيل المستقبل أو من ندعي الاهتمام بهم.

سكري
ليس التمر بل المرض. تابعت حملة التوعية بمرض السكري، ولا شك في أن لها فوائد لزيادة الوعي بالوقاية من هذا المرض الفتاك والتعامل معه، إلا أن هناك جانباً مسكوتاً عنه، وهو استغلال حاجات المرضى من جانب “هوامير الصحة”. تخيل أن جهاز فحص مستوى السكري في الدم يباع في شارع واحد في مدينة الرياض بفارق 100 في المئة أو أكثر. الصيدليات تضع ما تشاء من أسعار، فإذا كنت من المحتاجين لتلك الأغراض فلا تذهب إلى صيدلية بل “ازرق” إلى مواقع الشركات المتخصصة في شارع الضباب بجوار غرفة التجارة، ستجد أن فارق الأسعار يبين لك أن الرقابة “نايمة في العسل”. لست أدري من المحتاج للتوعية؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.