هو جنرال من قبيلة “رامسفيلد” المهزومة، عاث في العراق مع رئيسه وجنوده، بعض قليل منهم أعلن عن جرائمه ضد الإنسانية وبعض ينتظر، كل هذا بدعم من عمهم بوش وحزبه، هذا الحزب الذي صرح رئيسه مؤخراً بقوله إن لدى إسرائيل مهمة سماوية، ولا بد من دعمها، كأنه بقي في قوائم الدعم، دعماً لم تقدمه السياسة الأميركية لربيبتها الدولة الصهيونية. خرج “أبي زيد” الذي ليس من اسمه نصيب، خرج مؤخراً ليحذر من حرب عالمية ثالثة بسبب ما سماه “التشدد الإسلامي”، ولم يتحدث عن التشدد الصهيوني، لأنه غير موجود في قاموسه الضئيل، كما لم ينبس ببنت شفة عن التشدد الأميركي، فهو تشدد يراه لأجل الديموقراطية وحقوق الإنسان، ونتائجه الباهرة سارت بها الركبان الفضائية، فها هو العالم أكثر قتلاً ونزيفاً، ها هو العراق يا أبناء رامسفيلد بلد لا يُقتل فيها إلا الإنسان، يجرب فيها جنود التحالف الشيطاني كل أنواع الجرائم، يقتلون ويغتصبون، ولا تظهر بعض جرائمهم إلا عند الانتخابات وارتفاع صوت المعارضة السياسية. لم تبق أمة غربية من ذلك التحالف الشيطاني إلا وفي جبينها وصمة من جريمة. ظهرت حقوق الإنسان على الطريقة الأميركية، فكان أن استبيح العراق إنساناً وموارد، وأرضاً وسيادة، ويقول “أبي زيد” ما قال من دون ذرّة خجل، فيحذر “الغازي” من حرب عالمية ثالثه! ويده ملطخة بالدماء، وأمام عينه في العراق تقوم حرب مهولة.
قَتْلٌ بكل الأصناف والأنواع والطرق. العراق تحول بيد الأميركي والبريطاني والأسترالي إلى بلد القتل، وكل تلك الأرواح والجثث
المجهولة الهوية والمعلومة منها، لا قيمة لها. القيمة الوحيدة هي عند إصابة جندي من التحالف أو خطفه. ففي قاموس قبيلة رامسفيلد هناك إنسان وهنا من يشتبه في أنه إنسان! غزت قبيلة رامسفيلد العراق فحولته إلى وكر للمليشيات، وما يسمى شركات الأمن و… المرتزقة، ثم جاءت بحكومات هشة توجتها بالطائفية، فكانت العراق أول دولة في التاريخ تَخْتطِفُ فيها قوات الأمن أو شبه الأمن أو من يشتبه بأنهم أمن، يَخْتَطِفون موظفين ومراجعين لوزارة حكومية… اختطاف بالجملة، وإرهاب بالجملة، تحت الحماية الأميركية. وتهرب قبيلة رامسفيلد من الوضع في العراق لتتهم الآخرين، وبعضهم قدم لها النصح قبل بداية الكارثة أيام الصلف والغرور الأميركي، فلم تستجب وسَخِرَتْ هي وأذنابها من كل نصيحة، بل تمادت بفتح الأبواب لبعض آخر قدمت لهم السلطة، فتحول العراق إلى بلد القتل المجنون. يحذّر “ابي زيد” من حرب عالمية وكأن لا حرب من هذا النوع قائمة الآن بين العراقيين، ممهورة بختم تحالف الشيطان. ما يحدث في العراق لا يمكن لكُتُبٍ وصفه، ولا لأفلام رعب، ولا حتى لخيال مريض، لكنه التحالف الذي جمع التشدد مع الغباء وغطرسة القوة. خلطة غريبة أقرب ما تكون إلى “الإستحمار”.