لم نتعود من البنوك إلا تحقيق الأرباح، أبشركم هناك “تحقيق” من نوع آخر، نشرته إحدى الصحف، أخبرتنا فيه أن بنكاً محلياً يحقق مع بعض مديري صناديقه الاستثمارية. لم تذكر الصحيفة اسم البنك لذلك احتفظ باسمها هي أيضاً! وسبب التحقيق مخالفات قانونية أدت إلى خسائر كبيرة للمستثمرين في سوق الأسهم. هنا يقوم البنك بدور الخصم والحكم، وكأن لا جهة رسمية معنية بحقوقهم، ولا أحد يعلم سبب “خصرهم”. و “الخصر” ليس له علاقة بالخصور والقدود، بل استللته من المثل الشعبي “الخصران حقران”، فيقال “خصر فلان فلاناً”، أي “سفهه”، وبمعنى آخر “ما جاب له خبر”، هذا ما يشعر به المعنيون والملسوعون من سوق المال السعودية من الجهات الرسمية. فلا أجوبة ولا شيء يذكر. أما أن يقوم بنك بالتحقيق مع موظفين لديه، فهو خبر يثير الضحك والأسى. البنوك كانت وما زالت شريكة في الغنم، بعيدة عن التأثر بالغرم، إذا ما كانت هناك نية حقيقية لإصلاح الأوضاع فيجب أن تتحمل البنوك جزءاً من الغرم، على الأقل خسائر صناديقها الاستثمارية. من غير المعقول أن يتضاعف ربح البنك في حين أن صناديقه التي يشارك فيها الأفراد تحقق خسائر قياسية!
ومنذ انهيار مطلع هذه السنة، لاحظت أن رجال الأعمال هم أكبر الصامتين، ماعدا قلة قليلة جداً لكل منهم زاويته، وكان صمتاً غريباً، ومع الانهيار الثاني بعد شهر رمضان المكرم ظهرت أصوات وقالت كلاماً فيه جرأة ومرارة، ولأنه لافت سأنقل بعضاً منه ورد في “ملتقى أمطار” الذي ينظمه نجيب وجمال الزامل، وعن صحيفة “الرياض”.
“قال الأمين العام لغرفة الرياض حسين العذل قد لا تكون هناك مؤامرة، ولكن هناك أمر قريب منها، لأن الفقير تم سحقه، وازداد ثراء الغني، وجميع الإجراءات التي يتم اتخاذها حالياً هي في مصلحة الغني، والبقية ممن دخلوا للسوق بعد الأزمات انتهزوا فرصة لرفع رؤوس أموالهم خلال أيام معدودة، وخرجوا بأرباح مرتفعة على حساب صغار المستثمرين”.
وأوضح العذل أنه في نهاية المطاف نجد أن هناك مؤسسات مالية تعلن أرباحاً خيالية بسبب تسييل محافظ كبيرة وإلحاق الضرر بملاكها.
قال عضو مجلس إدارة شركة زجاج عبدالرحمن اليمني إن الهدم الحقيقي يكمن في شركات التقويم وانها هدمت أسواقاً عدة، وستهدم السوق السعودية في حال استمرار الوضع كما هو عليه.
وأوضح اليمني أن شركات التقويم هي التي تقدم الشركات المطروحة للاكتتاب لسوق الأسهم بسعر معين، من يصدقها وهي تتعامل مباشرة مع صاحب الشركة المطروحة للاكتتاب، مشيراً إلى أن هذه الشركات تقوّم الشركة بأربعة أضعاف قيمة الشركة.
وطالب اليمني بإصدار توصيات من هذا المنتدى” انتهى.
أخيراً قالوا ما قلته منذ أمد طويل، وعلق “المستشعر” بقوله: وما أكثر التوصيات حين تعدها ولكنها عند التطبيق تتبخّر وربما “تتمختر!”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط