من مقاعد “غينيس” للأرقام القياسية “الوثيرة” التي يمكن أن يرشح لها المواطن السعودي، انه الوحيد في العالم الذي يوفر تذكرة سفر لمن يسرقه، ليسافر السارق آمناً مطمئناً إلى بلاده، بل ربما قامت الجهات الرسمية بمطالبته بهذه التذكرة! يمكن استخدام هذه المسألة لتحسين الصورة “خارجياً” حول حقوق العمالة!
أما “الكنبة” أو كرسي الاسترخاء من مقاعد موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية المخصصة للأجهزة الحكومية، فيمكن لنا ترشيح “الترحيل” لها. والترحيل ملف ضخم، من خلاله يمكن لأي عامل نظامي أو غير نظامي أن يسافر مجاناً، فلا ينظر بجدية لما عليه من مطالبات أو جنايات. ويحكي لي أكثر من مواطن أنه يصعب عليهم الدخول إلى “الترحيل” للبحث عن عمالة لهم، يُشَكّ في أنها قامت بأعمال غير شرعية في منشآتهم، وحتى يتأكدوا لا بد من واسطة ومعارف وسفر للبحث بين الوجوه، “وأنت وحظك”. الأمر يشبه مسابقة “تيلي ماتش”. وهو مضحك حد القهقهة والاستلقاء على الظهر فقط للعمالة الهاربة، التي يتصل بعضها عندما يصل إلى موطنه، إما للابتزاز أو التشفي. وحل هذه “المعضلة” أو التخفيف منها في غاية السهولة. والحل البسيط هو أن تنشر صور العمالة التي يراد ترحيلها قبل أسبوعين على الأقل، في الصحف اليومية، فإذا قيل إن النشر في الصحف مكلِّف، أقول وبالله التوفيق، إن موقعاً على “الانترنت” يصممه مبتدئ في إنشاء المواقع سيكفي. المهم الالتزام والإعلان الواضح في وقته، أرجو ألا توضع صور العمالة أو أسماؤها التي يوشك على ترحيلها في بيان ورقي ويلصق في “بيت الدرجة” تحت سطح “إدارة الترحيل”! فالأسماء لدينا ليست لها قيمة “توثيقية”، خصوصاً بالنسبة للعمالة، مثل رقم الجواز الذي يسهل تزويره وتمريره. وأستغرب أن إدارة الترحيل لم تفكر بحلول طوال هذه المدة. هرب فيها عدد من المتهمين لا أعرف كم هو. رقم قد يحتل مقعداً هو الآخر في الموسوعة القياسية. وعلى المتضرر أن “يطلب الله”، ونعم بالسميع العليم. ومن كثرة ما كتبت عن قدرة بعض العمالة على الهروب السريع، ومنهم قتلة ولصوص سواء من خلال تزوير الجوازات عن طريق عصابات واضح أنها منظمة وقوية، أو عن طريق الترحيل، أصبحت أنسى هل عرضت تلك القصة أم لا، لأنها متشابهة. الفرق أن الاتصال مرة يأتي من الهند ومرة من باكستان، ومرات من بنغلاديش. وعمالة هذه الأخيرة تستحق مقاعد في الموسوعة. بالطبع مقاعد سعودية، ولك أن تتخيل أي المقاعد يستحق أن يحجز لنا! فكر معي.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط