لولا أن “العين بصيرة واليد قصيرة” لفكرت في إنشاء “المركز العالمي للتقويم”، وجعلت مركزه الرئيسي في واحدة من العواصم المؤثرة هناك في الغرب، وأسندت رئاسته للبروفيسور “جورج” أو “بيتر”. والسبب ما طالعناه من اهتمام بالغ من وزارة التعليم العالي بسبب المراكز المتأخرة التي حصلت عليها الجامعات السعودية في ذلك التصنيف الشهير. لا يلتفت أحد للتصنيفات الداخلية! سيقول بعضهم: وهل هناك تصنيفات داخلية؟ أقول: نعم، إنها آراء المعنيين والمهمومين والطلبة، وهي تنشر في صحفنا منذ عقود ويُصْمَتُ عنها، وعندما يأتي تصنيف من هناك يصبح الشغل الشاغل، ونكتشف أن سبب الوهن الجامعي هو قضية اختناقات القبول! وكأنها ليست محتقنة منذ عقد أو يزيد، كأننا لم نوفر سوقاً لجامعات في الخارج بسبب تلك الاختناقات، وإذا أردت أن تقيس أداء وزارة التعليم العالي، فعليك بالبحث عن اشهر القضايا الجامعية المثارة، أترك قضية القبول ومستوى الخريجين لأنها متشعبة، انظر إلى قضايا حلولها بسيطة، مكافآت طلاب طب الامتياز تتصاعد إعلامياً منذ سنوات ويضطر الطلبة إلى لقاء الملك. أو قضية طلبة اللغة الإنكليزية مع جامعة الإمام وديوان المظالم، أو قضايا المستشفيات الجامعية وأحوالها، خذ مثلاً مستشفى الملك خالد الجامعي. الأمثلة كثيرة، من ألغاز صناديق الطلبة إلى مستويات أعضاء هيئة التدريس، مروراً بأوضاع قديمة لموظفات وموظفين، سواء في رياض الأطفال أم في كلية الخدمة الاجتماعية للبنات.
بعض موظفات هذه الكلية بعثن رسالة بعنوان “المجمدات”، يحكين أنه تم ترسيم موظفات بند الأجور وترقيتهن، وهن مستحقات، في حين أن
الرسميات مجمدات منذ زمن طويل، وعلى عهدة المرسلة، أصبحت هناك سكرتيرة في مرتبة أعلى من المديرة! وقضايا الترقية في السلم الوظيفي مسألة شائكة، معظم الجهات الحكومية تعاني منها، وإذا بحثت ودققت ستجد الوزارة الأكثر جموداً في المنظومة الحكومية هي وزارة الخدمة المدنية، ولو أنشأتُ مركزي العالمي للتقويم لوضعت له التصنيف المناسب.
قارئ ظريف قال في رسالة: “إن وجود التعليم العالي يعني وجود التعليم الواطي”، وأترك التفسير لكم، لأختم “بشرهات علمية”، لم يتم الرد عليها، ربما لأنها لم تصدر من مركز “عالمي” للتقويم! في 29 شوال الماضي كتب الأستاذ علي العلولا في صحيفة “الرياض” مقالاً بعنوان “شرهات علمية”، وهو يتحدث عن بعض طلاب الماجستير في “المعهد العالي للقضاء”.. وأنهم “تمكنوا من الحصول على شهادات ماجستير كشرهة ومنحة ومكرمة استثنائية خاصة جداً من المعهد لهؤلاء الطلبة الذين سيعملون أو سيعودون لعملهم في سلك القضاء، ليحكموا إن شاء الله بين الناس بالعدل والمساواة، على رغم أنهم لم يقبلوا بالعدل على أنفسهم وبالمساواة مع زملائهم” انتهى.
والكاتب يقصد أنه تتم زيادة درجاتهم، شفاعة! للحصول على الشهادة… العليا! هذا وهو معهد عال وللقضاء، فإذا صدقت هذه المعلومة ففي أي مركز تضعه؟ الله المستعان.