جموع الجماهير التي يتصادف وجودها أثناء عملية أمنية، أو جريمة إرهابية، ألم تنضج بعد؟ ألا يعلم المحتشدون أنهم في الحد الأدنى يعوقون عمل رجال الأمن، وفي الحد الأعلى يوفرون فرصاً للإرهابيين للهروب والتلاشي بين الحشود، وفي حد الخطر ربما يتعرضون هم للأذى والإصابة، ليضيفوا عبئاً على رجال الأمن؟ ألم يعِ هؤلاء حتى الآن أن هذه الأحداث ليست للفرجة، وأن التفاعل معها والاهتمام بها محصور بمساعدة الجهات الأمنية بكل وسيلة، وأن أفضل ما يقدمونه هو الابتعاد عن مسرح العمليات؟
لستم في دار سينما أو ملعب لكرة القدم، لتستمتعوا بالفرجة. أنتم المستهدفون، استقراركم وأمنكم، ومكتسبات الوطن الذي يظللنا جميعاً، وهؤلاء الرجال الذين تضايقونهم هم من يقف لحراستكم.
رحم الله تعالى الشهداء من رجال الأمن وغفر لهم، يقفون حراساً متصدين لرصاصات الغدر التي لا يعلم من أين ومتى تأتي، أما تلك الأصابع التي ضغطت على الزناد وقتلت رجال الأمن وهم صامدون لأداء مهمة جليلة، فأي رؤوس تحركها؟ وهل علمنا ما في داخلها؟
الملوثات الفضائية
أُضطر أحياناً إلى وضع شاشة التلفزيون في مواجهة الجدار، لذلك ابتعت طاولة متحركة لتسهيل الأمر. لا أكتفي بإقفال الجهاز أو تقليب القنوات، بل لا بد من البحث خلفه عمّن يسمح ويوافق على بعض ما يبث، ابحث
فلا أجد سوى ركض محموم لجني المال، نظيفاً كان أم قذراً. لم تعد هناك مقاييس ولا حدود، فحتى السحر أضحت له قنوات! ويطرح المرء
سؤالاً على نفسه يقول: أين المستثمرون العرب في الفضاء من شيم العرب؟!
ساحة القنوات الفضائية أرحب وأكثر سوءاً من بعض مواقع “الإنترنت” الرديئة، المجال فيها مفتوح إلى أقصى حد، لذلك تجد رقاصة شهيرة تقدم دروساً في تربية النشء، فيفي عبده، تحولت على الفضاء إلى المربية الفاضلة! هذه الانتكاسة في جودة ما يبث تحسب على من يديرها ويقبل بمضامين ملوثة، وهي تحسب على من يُعِدّ ويُقدّم. وإذا ما تطلعت إلى وجوه بعضهم تعلم أنها قد “غسلت بالمرق” منذ زمن بعيد، حتى بانت عظامها، فأصبحت جماجم على رغم المساحيق. لكن لماذا يكون الحرص كبيراً ومشدداً على هذه الوجوه؟ وأين دور وزراء الإعلام العرب في تنظيف الفضاء العربي من الملوّثات التي تتوالد يومياً؟