يمكن للمتابع أن يرى الأمور المعكوسة، ارتفاع في الأسعار لا يعترف به، بل تظهر أرقام وتصريحات رسمية أقل ما يقال عنها إنها أرسلت للنشر من “الشنطة الحديدية” السفلى في أرشيف بعض الجهات! أما التصريحات فمن الواضح أن أصحابها لا يعيشون بيننا وإن كانوا موجودين. وخلل كبير في سوق المال، عمره يشارف على عام كامل، من دون وضوح رؤية، لا في ما حصل ولا في ما سيتم القيام به، ولم يعد هناك سر، “قلة الحيلة” أُعلنت رسمياً!
يمكن اعتبار ما حصل في سوق المال منذ شباط (فبراير) الماضي، كارثة اقتصادية… مستمرة. هل سيخرج أحد ليقول إنها ليست كارثة؟ ربما ندخل في جدل: هل هي نكبة أم نكسة؟ انهيار أم “تنويخ”؟ هذه الكارثة طالت الملايين، إنهم الملايين أنفسهم من المَحَافظ وأصحابها التي تفاخر بعضهم بها وبهم قبل أقل من عام واحد في التصريحات الصحافية. إنها سوق “التريليونات” نفسها التي كانوا “يبزون” بها المعمورة على صفحات الصحف.
حتى عند الاختلاف يتفق الجميع مع مقولة “إذا عرف السبب بطل العجب”. كل الشهور الماضية من عام 2006 والناس ليس لها سوى هم واحد لا يتعدى معرفة سبب أو أسباب انهيار سوق الأسهم. قيل الكثير
من الأسباب، لكن رسمياً لم يصدر ما يشفي الغليل، تضخم الأسعار الذي استند إليه في بداية الانهيار غير مقنع لسببين. الأول أن الفريق
الاقتصادي أو المنتخب الاقتصادي المعني بمباشرة هذه الأمور وإدارتها، والتي هي كما يفترض شغله الشاغل، لم يفعل شيئاً لإيقاف تضخم الأسعار في حينه، وهو سؤال ضخم يقف شامخاً وشاهداً مثل “جبل أبو مخروق”! يشير باصبع طويل، إلى حقيقة قدراتهم العلمية والعملية والإدارية في الشأن الموكل إليهم. الثاني أن الأسعار الآن، بل قبل أشهر، وكما يقول المختصون، مشجعة ومغرية، ومع ذلك يستمر مسلسل الانهيار، وإذا أخذنا في الاعتبار ما بدأت به المقالة عن تضخم أسعار حاجات المعيشة اليومية بأضعاف ما أعلن عنها من جهة رسمية، وكأننا لا نشتري بصلاً وطماطم ولحماً وفجلاً ولا نحتاج لأدوية وخدمات، هنا يمكننا عدم تصديق المعلومات التي تتوافر أو تنشر، هذا إذا نشرت وتم توفيرها بالتقطير.
خذ مثلاً تصريح ظهر الأربعاء لعضو في هيئة سوق المال، نفى فيه ان تكون الدولة باعت جزءاً من اسهمها، أقول: “بدري من عمرك يا عزيزي”، ألا تعلم أن الإشاعة منتشرة منذ أشهر؟ ولماذا لم تظهروا في الوقت المناسب؟ وما مقدار خسائر حصص الدولة بعد كل هذا الانهيار؟
حسناً، أعود إلى المنتخب الاقتصادي، وكأنني ببعضكم يقول: “هات من الآخر”، إلا أنني سأطيل عليكم قليلاً، وبعون الله تعالى أكمل غداً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط