من يشتري المسروقات؟

في بلادنا سرقات غريبة. تخيل لصاً يسرق موانع الصواعق من على أسطح المنازل! هل يمكن أن يخطر ببالك مثل هذا الأمر، حدث هذا في “الجبيل”، كان يمكن للخبر أن يكون أكثر إثارة لو “نفضت” اللص صاعقة خفيفة! كل الدلائل تشير إلى أن لدينا سوقاً ضخمة لشراء المسروقات، وبالأخص المعادن المسروقة، إذا كنتَ تحمل قطعة معدنية أنصحك بإخفائها تحت ثيابك، حتى لا تتعرض للأذى، هناك جوع للمعادن خصوصاً النحاس.
ألا يسأل أحد.. من؟ وكيف؟ ويحقق؟ أليست هناك شركات معروفة تشترى الخردة وما في حكمها، لو أن السارق لم يستسهل البيع ويرى أنه في متناول اليد لَمَا أقدم على السرقة؟ من الغرائب أيضاً سرقات أغطية الصرف الصحي والسيول، أصبح في شوارعنا أفواهاً مفتوحة خطرة، يلجأ بعض الخيرين إلى وضع لوح “إسمنتي” عليها أو عصا، درءاً للأخطار ولتنبيه المشاة وفيهم نساء وأطفال وعجزة، وتلف سيارات.
ومن أغرب السرقات ما حدث في عسير، قام اللص بسرقة “شيول”، سرق هذه الآلة الثقيلة ثم ربط بها آلة صراف لأحد البنوك واقتلعها وهرب، وللمرة الأولى أعلم أن “الشيول” الكبير الضخم، يمكن تشغيله بأية مفتاح، تخيل هذه المعدة الضخمة لا تحتاج إلى مفتاح مخصوص تشغيل، فيمكن لكل من هبّ ودبّ أن يحركها.
ومن أغرب السرقات التي نشرتها الصحف ما حدث في القصيم، إذ تم سرقة أجزاء من سيارة، وهي واقفة أمام منزل مالكها، اقتلع اللص باب
السيارة الأيسر، وأجزاء أخرى منها يطول سردها، ولم يترك شيئاً ممّا خف حمله وغلا ثمنه مثل بطاقة الأحوال والصراف.
مواقع وجهات شراء المسروقات هي الحلقة الأهم، التي يجب التركيز عليها من الجهات الأمنية، لوقف هذا السيل الذي زاد عن حده.

اضحك مع المستثمرين
يروي لي صديقي “أبو زيد” أن أحد الذين تورطوا مع أصحاب المساهمات وشركات توظيف الأموال، أصبح يدعو لهم لا عليهم ، بل صار ممنوناً يشكرهم أمام أصحابه لاحتفاظهم بماله، ولا ينسى تقديره لقدراتهم على إقناعه بالمشاركة، السبب أن صاحبنا هذا يرى أن رأسماله على الأقل مضمون، وأنه لو لم يكن ذلك المبلغ لديهم لتبخر في سوق المال الحكومي، على الأقل هناك شيء يطالب به، سواء جاء بربح أم عاد رأسماله، حتى ولو تأخر وطال الأمد، فهو إلى الكسب أقرب مقارنة بما حدث في سوق الأسهم، وهكذا أصبحت سوق توظيف الأموال غير الرسمي، الذي اجتهد الكثير منا على التحذير منه، أصبح أكثر ضماناً واطمئناناً وثقة لدى البعض من سوق عجيبة غريبة ترعاها جهات حكومية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.