وزارة العمل والمدارس الأهلية

يستمر الحديث عن البطالة لدى السعوديات، إلا أنه يبقى في دائرة التمنيات، وتحفل الصحف بكثير من المطالبات. ففي الجانب الرسمي يجري التركيز على البحث عن فرص عمل جديدة، وهذا أمر طيب ما دام يحفظ للمرأة عفتها، ولا يعرضها لأي نوع من الابتزاز أو الاستغلال. لكن من العجب أن يُغضّ النظر عن فرص متوافرة، لا تحتاج سوى إلى حسن إدارة وتبصر.
الجميع يعلم أن هناك نسبة مهمة من المعلمات يشكون من البطالة، تتخرج المعلمة من دون خبرة، والوظيفة تشترطها، والحكومة لا توفر وظائف، وقائمة الانتظار طويلة، إلا أنه معلوم أيضاً أن المدارس الأهلية انتشرت انتشاراً لافتاً، وأصبحت من فرص الاستثمار المربحة جداً، نتيجة لتراجع التعليم الحكومي في توفير المقاعد الدراسية والازدحام، بل إن هذه “الأهلية أو الخاصة” وبسبب زيادة الطلب في كل عام تقريباً،  تقوم برفع رسوم التسجيل، وتختلق أعذاراً لإجبار الأهل على الدفع، ولكل مبلغ عذر وسبب، سواء أقتنعت أم لم تقتنع، ووصل الأمر لدى بعضها إلى الحاجة للواسطة لقبول ابنتك أو ابنك فيها! دفع نقدي مع حاجة للواسطة… إذاً أنت في السعودية!
هذا النمو الكبير في المدارس الأهلية لم يوفر الفرص المطلوبة للعاطلات عن العمل من السعوديات، الأعذار كثيرة، على رأسها الخبرة، وليس
هناك من حل سوى أن توزع العاطلة ملفها على عشرات المدارس وتنتظر اتصالاً لا يأتي، وغير المواطنة مفضّلة عليها.
أسأل الإخوة في وزارة العمل، وفي مقدمهم الدكتور غازي القصيبي: أين جهود الوزارة وقدراتها من هذه الوظائف؟ ولماذا لا تحاسب هذه
المدارس بمقدار الرسوم التي تتقاضاها من أهالي الطالبات والطلبة؟ من حق ملاك هذه المدارس تحقيق الأرباح، وعليهم واجب أيضاً لا يجوز غض الطرف عنه، ومن المهم  البحث في أسلوب التعيين في هذا القطاع، أحد أغراض الاستثمار هو توفير الوظائف للمواطنين، إلا أن الواقع انقلب رأساً على عقب، فأصبح شح الوظائف الحكومية وفرة في العرض للمدارس الأهلية، وفازت غير المواطنات بدعوى الخبرة، في حين يتعرض عدد للاستغلال برواتب متدنية، والحاجة أم القبول! وهو أمر سينعكس لاحقاً على الغرض الأصلي وهو التربية والتعليم.
ركض الوزارة للبحث عن فرص عمل في نواح جديدة يحتاج إلى عقود لتتكيف معها المرأة السعودية العاملة، وهو هروب للأمام. هذا ملف جاهز للوزارة، ووظائف تحتاج إلى “حسن التدبير”، والتقنين، وبمبدأ لا ضرر ولا ضرار، وتستطيع الوزارة لاحقاً أن تتباهى بارتفاع نسبة السعودة ارتفاعاً حقيقياً.
ولك أن تتخيل معلمة رياضيات، وغيرها من التخصصات التي كانت فريدة في زمن مضى، ومع ذلك لا تجد عملاً لا في التعليم العام ولا في الخاص بذريعة الخبرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.