“دجة” طلاب الجامعات (1 من 2)

قامت جامعة الملك سعود بالاتصال بموقع إسباني على “الإنترنت” لتصنيف الجامعات للاستفادة من خبرته، وتطوير موقعها على “الإنترنت”، وستتم إقامة ورشة عمل في كانون الثاني (يناير) المقبل يحاضر فيها خبير من ذلك الموقع حول استخدام تقنيات “الإنترنت” في “التصانيف”!
هذا من البحث عن مخارج، وحصر أحوال الجامعات المتردية وتصنيفها في قضية موقع “إنترنت”، يقابله بقاء حاجات الطلاب الأساسية رهين مناشدات الصحف والكتاب وبرقيات الشكاوى، أقلها وأكثرها إلحاحاً هو تأخر المكافآت. ويكتب أحد طلبة الطب شاكياً من استمرار تأخر مكافآت الطلبة  في جامعة الملك سعود، فهو في العشرين من عمره ويستحي من الاستمرار في طلب النقود من والده، لكنه يشير إلى زملاء له من المغتربين ومن أبناء أسر فقيرة، ينتظرون هذه المكافآت، ربما هي مصدرهم الأساسي للمعيشة. استمرار تأخر أو تأخير مكافآت طلبة الجامعات ربما يحتاج للتعاقد مع موقع “هندوراسي”، لإصلاح بعض الرؤوس!، فهل سبب التأخير المستمر ولأشهر تقل في جامعة، لتزداد في أخرى وزارة المال أم وزارة التعليم العالي؟ ومن المستفيد؟ ولماذا لا يصبح طلبة الجامعات مثل غيرهم من موظفي الدولة والقطاع الخاص الذين تصل رواتبهم في الوقت المحدد؟ أم ان المعنيين بهذه القضية يقارنون أوضاع الطلبة المادية بأوضاعهم وأحوال أبنائهم في منازلهم الدافئة، فيرون أن هذه المكافآت الضئيلة “مصاريف كشته”؟
إن قضية يمكن النظر إليها باعتبارها بسيطة مثل استمرار تأخير مكافآت طلبة الجامعات، تبين لنا حقيقة الأوضاع الإدارية لجامعاتنا، وأولويات من يشرف عليها، فنخرج بنتيجة منطقية تقول إن حاجات الطلبة هي آخر هم يشغلهم، فإذا كانت المكافآت التي هي أموال تصرف للجامعات لتقوم بإحالتها للطلبة تتأخر بالأشهر بهذه الصورة ومن دون تعليق أو صدى، فكيف بقضايا شائكة متشعبة مثل أوضاع هيئة التدريس ومستوى الخريجين؟ إن الذي لا يشعر بأوضاع طلبة الجامعات وتضررهم من تأخير مكافآتهم، لا يمكنه أن يفكر في تحسين مستوياتهم العلمية، ولا يتوقع منه أن يقوم بحمل ثقيل مثل إدارة جامعة، بكل ما يعني ذلك من تفكير وتخطيط مستقبلي، أو استراتيجي كما يحب بعض الأكاديميين.
إدارات فشلت في القيام بدور أمين الصندوق، أو المحاسب على الوجه الأكمل، فلا تسلم  الطلبة حقوقهم إلا بعد مماطلات وشهور، ولا تعلن عن الأسباب إن كانت هناك أسباب، هل ينتظر منها علاج أمور وقضايا أكبر؟ الأمر بهذه البساطة، وقضية مثل المكافآت تصعد للسطح في كل شهر، فلا نرى جهة تحقق وتتقصى وتعلن النتائج. فهل يلجأ طلاب الجامعات إلى هيئة حقوق الإنسان… أم إلى الاسبان؟
أما إذا أردت أن تعلم أحوال الجامعات وأساتذتها، ومزيداً من “دجة”  طلابها، فلا بد من أن نعيد سوياً قراءة ما نشرته “الحياة” قبل أيام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.