تعرفت على الأستاذ حسن العلوي أثناء غزو صدام للكويت، فما أن شاهدت له لقاء تلفزيونياً حتى بحثت عن عنوانه، و أجريت معه حواراً مطولاً لمجلة “اليمامة” السعودية في ذلك الحين، ثم تحولت المعرفة إلى مودة وصداقة، والعلوي مفكّر وكاتب عراقي مميز، إذا تحدث في الشأن العراقي لا تريده ان يصمت، مذهبياً هو شيعي، لكن لا ترى من هذه المذهبية شيئاً في طروحاته ولا تعاملاته، بل انه يشكّل نموذجاً لكثير من العراقيين كما كنا نعرفهم قبل الاحتلال الأميركي، أكبر أبنائه اسمه “عمر”، فهو “أبو عمر”، في إشارة صريحة إلى ترفعه عن أية نعرات طائفية، وتعرفت على ابنه عمر فوجدت فيه الكثير من خصال أبيه، حرص العلوي على تأكيد ترفعه عن الطائفية، لقناعته، ولكونه يعلم الواقع العراقي جيداً، كان حسن العلوي قريباً جداً من صدام حسين أيام سطوته وجبروته، ثم حانت له فرصة للهروب بعد أن تكاثرت الإعدامات والتصفيات، وكان ذلك الحوار الصحافي معه مقدمة للدخول في تركيبة العراق السياسية المعقدة، فكانت جملة من حوارات مع مختلف الشرائح السياسية، من بعثيين منشقّين بعضهم أعضاء في القيادة القطرية والقومية، وشيوعيين، وغيرهم، لم يكن من بينهم طائفي واحد على رغم اختلاف مذاهبهم، كان هدفهم هو القضاء على الديكتاتورية والاستبداد، ولم ألحظ في تلك الفترة وأنا منغمس في الشأن العراقي السياسي، وصواريخ صدام تضرب الرياض، أية رائحة طائفية عند الإشارة إلى صدام حسين من معارضيه. لذلك لم أستغرب من صديقي البعيد القريب الأستاذ حسن العلوي ظهوره بكل شجاعة على قناة “المستقلة” ليقول رأيه الحر، ولأنه رائع في الاختصار، قال باختصار إن من أُعدم في بغداد أول أيام عيد الأضحى المبارك كان “صدام السني” ولم يكن “صدام الديكتاتور”! ثم أضاف أن صدام حسين لم يكن يقتل ويعدم لأجل الطائفية بل لأجل السلطة، لذلك كان أكثر ضحاياه قبل الحرب العراقية – الإيرانية من أهل السنة، لأنهم شكّلوا في رأي الديكتاتور خطراً على سلطته، عندما تأتي هذه الشهادة من رجل مثل حسن العلوي لا بد من أن تُحترم، وتُشكر، وتُشكر له أيضاً رسالتُه لمن يعلنون أنهم الحاكمون الجدد في العراق، وتحذيره من نتائج سياساتهم الطائفية، فكل غيور على العراق، بل كل إنسان، لا يريد لهذا البلد العزيز إلا أن تُحترم فيه حقوق الإنسان لأنه إنسان، وألا تُسكر شهوة الانتقام عقول البعض فيهدموا بلادهم على رؤوسهم. وأستغرب ألا يظهر الأستاذ حسن العلوي في بعض القنوات الإخبارية التي تقدم لنا شخصيات اقرب للدمى، تتحدث في الشأن العراقي، يبدو أنه يقول كلاماً لا يعجبهم أو لا يعجب من يديرهم. تحية لك أيها الرجل الحر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط