لو كان العنوان: “نداء المستهلك”، فلن يسمعه أحد. عن علم وتجربة طويلة أقول ذلك. لن يسمعه سوى السميع العليم، سبحانه وتعالى. مع الغلاء ما أحوال الفقراء ومحدودي الدخل، مثل العائلات التي تسكن تحت ظلال الأشجار في محافظة “الليث” (غرب السعودية)، مع قلة عدد الأشجار! وتلك القرى والهجر المتناثرة حول المدينة المنورة، وفي كل موطن للفقر والحاجة، سواء كان في مدينة أم مركز، طوفان ارتفاع الأسعار طال كل شيء تقريباً، لا بد من أنها حال صعبة، مع انكفاء العمل الخيري الداخلي، وبحث عن التبرعات ولا سؤال عن المصروفات؟ حسناً… ما السبب؟ أهو التضخم أم فشل أصيل في الإدارة المالية والاقتصادية، و “تطنيش” عريق عند حماية المستهلك؟ لذلك اخترت العنوان ليكون نداءً له، تنبيهاً وبحثاً عن موقف يحمي حقوقه.
اجتمعت شركات تصنيع زيوت محركات السيارات مع الورش على ظهر المستهلك، سعّرت تلك المصانع العلبة الواحدة بسعر 14 ريالاً، في حين أنها بسعر الجملة لا تتجاوز تسعة ريالات، هامش الربح قُدّم على طبق من عرق المستهلك لصاحب الورشة، العلاقة وثيقة بين “أم العروس والمَشّاطة”، بعض المستهلكين الواعين أصبحوا يشترون علب زيوت السيارات بالجملة، صديقي “أبو نهار” أرسل معلومات من “الإنترنت”، عن عادة أصحاب المركبات في السعودية والخليج عند تغيير زيت المحرك، خلاصتها أن مصنعي الزيوت أدخلوا في أدمغتنا ضرورة تغيير الزيت كل ألفين أو ثلاثة آلاف كيلومتر، في حين أن كتيب مصنعي السيارات يقول إن الحاجة للتغيير تتم كل 10 آلاف كيلومتر! اطلعت على كتيب سيارتي ووجدت أن الأمر صحيح، هنا نعلم أن الإنصات لنصائح ورش الصيانة خطأ كبير، هم في الأصل باعة ومسوقون! النداء يقول: “لا لتغيير زيوت المحركات إلا كل 999 كيلومتراً”، وارجعْ إلى كتيب مركبتك، ولأننا في الورشة، ومن أحاديث الثقات هناك ظاهرة خطيرة، حيث تعددت الشكاوى من سرقة أجزاء من السيارات داخل الورش العادية و”الوكالاتية”، تستبدل القطع الأصلية بأخرى رديئة، فلا بد من الحذر، هناك حاجة إلى أن ينام صاحب المركبة داخلها عند الصيانة! قلت إن النداء لحماية المستهلك لن يجد تجاوباً يشفي الغليل، لذلك أوجه النداء إليه، “ما حكّ جلدك مثل ظِفْرك”، فلا تنتظر ظفراً رسمياً، لأنه غير موجود، وإن وُجِد فلن يعي من وظيفته سوى خربشة وجهك! وفي معرض الاستهلاك الغذائي انقل ما ورد في موقع www.AmericaInArabic.com، حيث ذكر أن منظمة السلام الأخضر الدولية حذّرت من الأرز الأميركي الذي يباع في الشرق الأوسط، لكونه نتاجاً لتجارب حقلية مُهَنْدسة وراثياً بطريقة غير مشروعة، ومنعت اليابان استيراد أنواع منه، ويظهر أن “الفوضى الخلاّقة” تجاوزت السياسي إلى الغذائي. لذلك – عزيزي المستهلك – تجنب الأرز الأميركي، “خلك في النثري”، ولا تنتظر “ظِفْراً” قد يخطف عينك، وسلامتكم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط