اعتذر الأخ “واحد بيحب البلد دي” عن اتباع النصائح التي أوردتها لتخفيف احتمال سرقة السيارة، لمن لم يطلع على ذلك المقال، السرقات في السعودية خصوصاً للسيارات استفحلت، “من مستفحل فهو في حالة استفحال”، وهي ليست الاعتداءات الوحيدة، لكن لكثرتها وإهمال التعامل معها أركز عليها، وإلا فالقائمة تطول، خطف واعتداء على منازل وسرقات بالإكراه، ولأن النار تأتي من مستصغر الشرر استمر في التركيز، على رغم رسائل تصل لتقول: “لقد أسمعت لو..”! ويعلم الله تعالى أنني أكتب هذا المقال بعد دقائق من مواساة صاحب سيارة كسرت أمام مقر عمله، وهو موقع يشهد كل يومين سرقة جديدة. قلت للرجل المسروق: “اختصر عليك المشوار، وأقول لك ما سيقولون “الله يعوض عليك”، رد الرجل بأنه لم يفكر أصلاً بالذهاب لمركز الشرطة! هو منزعج لأنها سرقت قبل فترة بسيطة. هنا اقترح على اللصوص أن يضعوا علامة على السيارة التي قاموا “بمعاينتها”، لتفعيل طاقاتهم المتفجرة وجعلها منتجة لكسبهم الحرام، ويلاحظ القارئ أنني تناسيت نكتة صاحبنا الذي أعلن حبه لهذه البلاد، حتى لا أنسى رسائل كثيرة تعلن مثل ذلك الحب من جنسيات مختلفة، وتبدي استياءها من أوضاع متردية، أحوال لم نكن نألفها من قبل، ولأنني أحب “البلد دي”، أقول وأجري على الله تعالى، على رغم أن كلامي لن يعجب بعضهم، مع احترام وتقدير لكل جهد مخلص واقع الأمن الجنائي في السعودية أصبح بالسالب، والصورة الخضراء عنه التي تشبع بها الإعلام المحلي لسنوات تغيرت جذرياً، وأزيد أن الهيبة الأمنية كسرت مثلما يكسر زجاج سيارات الآمنين وتسرق محتوياتها، ولا أبلغ من انصراف الناس عن التبليغ، وقطع أيدي اللصوص ونفيهم إلى الصحاري هو الحل الوحيد، مع إعلان أسمائهم ونشر صورهم.
اعتذر الأخ “واحد بيحب البلد دي” عن اتباع النصائح لأنه ينتظر لصاً يخلصه من “أرف”، “أي قرف” سيارته، وسيقدم له الشكر على “جميله”! ولست أعلم حالة سيارته، فهل هي من نوع “مسكوفتش”، ربما “بيجو”، لذلك ينصرف عنها اللصوص، وربما تكون “مهكعة وقرنبع”، “استبدلها يا راجل”، إعلانات التقسيط تخطف البصيرة قبل البصر، وحتى لا ينصرف اللصوص الوقحون عن سيارتك فتشعر بالغربة في مجتمع تحبه، معظم أفراده لديهم قصص عن سرقة سياراتهم وأنت تنصت ولا قصة لديك لروايتها، المفروض أن تكسب جائزة لأن سيارتك لم تسرق حتى الآن، ولو كنت من وكالة سيارتك لأخذتك معها في إعلان ترويجي، أو بطولة فيلم بعنوان “الرجل الذي لم تسرق سيارته”، و “غلب حماري” فلم يعد لي سوى كتابة مقال أقدم فيه نصائح إلى اللصوص، بل هي طلبات، وأنتظر إلى أن يوفقني المولى عز وجل لذلك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط