“أفواه وكابلات”!

طلبت من صديقي أن يحرص على اقفال فمه، اكتشفت من كثرة كلامه أن لديه عدداً من الحشوات المعدنية اللامعة في أسنانه. في هذه الأيام لا يمكن للإنسان الاطمئنان ولديه شيء معدني ظاهر يلمع! ربما يعتقد لص من اللصوص أنه جهاز هاتف جوال صغير ومبتكر، لذلك عليك أن تفتح درج سيارتك وتقفل فمك.
وأحمد لله تعالى أن موضة أسنان الذهب انحسرت منذ زمن بعيد، وإلا لقرأت خبراً عن “سرقة فكي زبون في مطعم مندي”! ومع تكاثر السرقات – ما ينشر وما لا ينشر منها – أخمّن وافترض أن هناك نشاطاً لتوصيل المسروقات، بحسب الطلب، تاجر المسروقات – وهو حتى الآن غير ظاهر إعلامياً – يتصل باللصوص وفيهم مراهقون، ليطلب إطارات أو “جنوطاً” وربما كابلات، فيقوم هؤلاء بتوصيل المسروقات بعد تفكيكها، لذلك تحولت الشوارع والأحياء إلى سوبر ماركت ضخم، يتسوق فيه اللصوص، والمعروض “سلع” من أملاك المطمئنين الغافلين.
وأجد أننا ندفع ثمن تمجيد إعلامي زاد عن حده للأمان في بلادنا لسنوات، يظهر أننا أصبنا بعين حسود، ولا أستطيع نسيان كتب صدرت وقصائد نظمت، وتقارير نشرت، تمجد الأمان في زمان مضى، ولم أكن مرتاحاً لذلك في حينه، خوفاً من الحسد طبعاً! لذلك نحن أحوج ما نكون إلى رقية شرعية من خبير متمكن.
وأشكر شرطة الرياض على تفاعلها وحرصها على توضيح وجهة نظرها حول ما اكتب ويكتب غيري من الزملاء، وأتمنى منهم أن يقولوا لنا ماذا نفعل ونحن نرى أن الأمر يستفحل. ودعوت وأعود لدعوة وزارة العدل لتعيين متحدث رسمي باسمها، بشرط أن يستمر في استقبال الاتصالات ولا “يطنشها”! اجعلوا من اللواء منصور التركي قدوة لكم، يجب على الوزارة الموقرة أن تراعي ما يحدث، فهي مسؤولة عن العدل، وهي مسؤولية جسيمة وضخمة، “العدل” حلقة رسمية في غاية الضعف إعلامياً، وتقول الشرطة في بياناتها إن المتهم الذي قبض عليه سلم للجهات المختصة، هنا يبرز دور هيئة التحقيق والادعاء العام، وهي مازالت بعيدة عن الإعلام أيضاً، ومطلوب منها ما يطلب من وزارة العدل، عينوا متحدثاً رسمياً للهيئة، وكلفوه بالتواصل مع وسائل الإعلام، لتكتمل منظومة التوعية الأمنية والشفافية بالعلم بما يحدث وإلى أين انتهى. هناك أسئلة كثيرة عن دور الهيئة! فلماذا تبقى صامتة من دون لسان؟ وعلى رغم أن هناك لجاناً متخصصة في مجلس الشورى، إلا أن الشأن الأمني وما يشتكي منه الجميع لا حس له في أروقته، كأنها أحداث تقع في “بوركينا فاسو”، فهل ينتظر المجلس الموقر أن تقتلع “كيابل” مبناه الفخم؟!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.