هذا رجل يستثمر في العقار ولديه خبرة بنكية، اتحفني بتجربة له تخبرنا عن البنوك من الداخل ومقدار “وسع” الذمة! وهو أيضاً يطرح فكرة جيدة للجهات المعنية. اقرأ معي: “قبل ستة أشهر تقريباً تلقيت اتصالاً من احد البنوك يطلب فيه أن اقيّم أرضاً خاصة بأحد العملاء (لا أعلم ما هو الغرض، لكن الغالب أن يكون قرضاً بنكياً بضمان عقار)، وافقت على الطلب بحكم وجود هذه الخدمة لدينا (بمقابل طبعاً) ووصلتني المستندات مثل صك الملكية وموقع الأرض وخلافه، وذهبت مباشرة إلى الموقع، وسألت مكاتب عقارية عدة موجودة في المنطقة، كما سألت بعض الملاك، وخرجت بنتيجة أن سعر المتر للأرض هو 700 ريال، وقمت بكتابة خطاب رسمي بنتيجة التقويم، وذهبت للبنك فرحاً ببداية التعامل معهم، وقابلت أحد المديرين، وعندما أخبرته بالنتيجة، قال لي: تقويمك خطأ، الأرض لا تساوي أكثر من 350 ريالاً! قلت إن التقويم صحيح، ولو كان الفرق بسيطاً – 50 ريالاً مثلاً – فهذا شيء وارد. رد المدير: نريد التعامل معك، اذهب وغير التقويم إلى 350، لكي نستمر في التعاون” انتهى. نسي الأخ الأمين في عمله – والمستشار مؤتمن – أن البنوك تعودت على البصم، كل من يتعامل معها هو “بصام”، يوافق على طلباتها وهو صاغر، اللهم إلا إذا كانت لديه دالة أخرى، كأن يكون من الملاك! وانظر إلى أمانة الرجل كيف حرمته من الحصول على عمل مع البنك، وليس سراً أن أحوال الأعمال تدفع للأسف إلى عدم الأمانة، إنها تشجع المزيفين والمزورين وحملة الأختام على البروز والحصول على العقود، أما من يصر على التمسك بأمانته ومهنيته، فسيوَاجه بالعقبات، ربما يقال عنه “دقة قديمة”، أو “معقد”. تمسك بأمانتك يا عزيزي، فهي مثل الصحة تاج على رأسك، لا يراها إلا المرتشون والمزيفون وحملة الأختام. ويقدم الرجل معلومة وفكرة: “الحسابات البنكية التي غفل عنها أصحابها لأسباب كثيرة منها الوفاة أو النسيان أو غير ذلك، مبالغ بالملايين تسكن في هذه الحسابات، والبنك بالطبع مستفيد منها وأنا شخصياً وجدت مبالغ بمئات الآلاف لبعض الأقارب. وكما تعلم مجتمعنا متحفظ جداً، يموت الشخص ولدية مبالغ كبيرة ولا أحد يعلم، أيضاً بالنسبة للحوالات فعندما تحول مبلغاً لشخص آخر باسمه وليس برقم حسابه ولا يستلمها لا تعاد لك هذه الحوالة إلا إذا طالبت بها، والمشكلة أن بعض الأشخاص يحول مبلغاً لآخر ويستحي من سؤاله إن كان استلمه، وتضيع المبالغ ولكن لمصلحة البنك. بعض المكاتب العقارية، التي لديها ذمة، تعلن أحياناً في الصحف عن وجود مساهمات بأسماء أصحابها يطلبون منهم مراجعتهم لاستلام مبالغهم، هل رأيت بنكاً سعودياً يفعل ذلك”؟ وأجيب على سؤال الأخ الكريم بأنني لم أر! ولا أعتقد أنني سأرى و… “ساما” على وضعها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط