مهرجان الغسيل الصحي

أقترح على فرع وزارة الصحة في جدة المسارعة إلى حفظ حقوق اكتشافهم الفريد، حتى لا يسرق من إحدى الدول المتقدمة. أما الاكتشاف الرائد فهو أن “أهل الصحة” اكتشفوا أهمية غسل اليدين للعاملين في المستشفيات من أطباء وعاملين، وأطلقوا عليها “فكرة جميلة ورائدة”، وتقول “صحة جدة” إنها ستُرفع للوزارة لتعميمها. “والله فكرة زينة”، لست أعلم كيف اكتشفوها ونحن ما زلنا مجتمعاً “نائماً”!… والله فكرة… “أثر اليدين يمكن غسله؟” بالبخار ربما!
وحتى تكون الصورة أوضح هنا طرف من الخبر نقلاً عن “الوطن”: “رحب مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة بالنيابة الدكتور حسن الشهري بفكرة مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام في محافظة جدة لتطبيق نظام متقدم في خفض انتشار العدوى بنسبة 50 في المئة، من خلال حث جميع العاملين من الأطباء والفنيين على غسل أيديهم قبل وبعد أي عمل داخل المستشفى.
وأكد الشهري عقب تدشينه حملة غسيل اليدين أمس في المستشفى، في حضور المشرف على مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام الدكتور سامي باداود، أنه سيتم البدء في تطبيق هذه الفكرة في جميع مستشفيات المحافظة، فيما سيتم رفع تقرير لديوان الوزارة لتفعيلها في جميع مناطق السعودية، مشيراً إلى أن تطبيق هذه الفكرة في المحافظة سيكون من خلال حملات توعوية رائدة”.
غسل اليدين صار فكرة وتحتاج إلى حملة رائدة! وربما “مهرجان غسيل اليدين”، وأين؟ في ميادين الصحة والوقاية!
هل تضحك أم تبكي؟ ربما الصراخ أفضل، اذهب إلى أقرب مكان فسيح واصرخ بكل قوة، سؤال يغسل المخ يقول: أخبرونا بالذي رفع السماوات، أيديكم كانت تتعامل مع المرضى بعد ماذا بالتحديد؟
ولأن الغسيل بالغسيل يذكر، أتذكر أنني منذ سنوات، كتبت مقالاً في صحيفة “الرياض” أشير فيه إلى ضرورة “التأكد” من غسل الأطباء أيديهم، بعدما اعتراني الشك في يدي طبيب وهو يخرج مسرعاً من فحص مريض، لحظتها طلبت من الطبيب أن يغسل يديه فغضب! ثم وصلني تعليق “شخصي” من الوزير السابق “آنذاك”، يطمئنني فيه إلى أنه يقوم بغسل يديه… وتوقف عندها!
أقترح على الإخوة أهل الصحة والوقاية أن يوسعوا من حملاتهم الرائدة وفق جدول زمني مناسب. الحملة الأولى تتخصص في كيفية غسل اليد اليمنى، والثانية في  نوعية غسل اليسرى، أما الثالثة فتعالج إشكالية غسل اليدين مجتمعتين، ربما تتشابكان والمريض ينتظر! ثم نطلق حملة أخرى للتجفيف، ورابعة لنوع الصابون، بعدها – ولأننا من هواة الحملات – نطلق حملة عدم استخدام القفاز لأكثر من مرة، لأن بعض الأطباء والعاملين يستخدمون القفاز لحماية أنفسهم فقط. أما المريض فيحرص على غسل جيوبه، وهو أمر “يخب عليه” وزيادة، فإذا علمت الآن كم هو “نصاب” الطبيب من المرضى تستطيع معرفة أسباب انتشار المرض!
صحة تكتشف أهمية غسل اليدين في القرن الـ21 يا لها من صحة، كل غسيل وأنتم بخير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.