ضد الوزير

هذه الشهور صعبة على بعض الوزراء، منهم من يظن أن تناول قضايا وزارته في الصحف وأقلام الكتاب، موجه ضده شخصياً أكثر من أي وقت مضى، وهم هنا يعطون الصحافة وأصحاب الأقلام قدرات وتأثيراً اقرب لأحلام اليقظة، البعض يسمي الصحافة بـ “السلطة الرابعة”، وهي تسمية لا تنطبق على صحافتنا، هي سلطة بفتح حرف السين وليست سلطة بضم الحرف، هي اقرب لسلطة الفلاح السعودي “بصل وطماط… وملح خشن”، فـ “الجود من الموجود”، لذلك لا يصح أن تُعطى الصحافة قدرات غير متوافرة لديها، وإذا تتبعت حركة بعض الوزراء او سكونهم في هذه الأيام، ستجد اختلافاً في المنهجية والاستراتيجية، بعض منهم يعمل على فعاليات وحضور إعلامي مكثف، حتى تعتقد أنه استطاع استنساخ نفسه، فتجده صباح اليوم هنا وفي المساء هناك، ولا تعلم من يدير العمل في الوزارة، وبعض آخر منهم لا يحركون ساكناً إعلامياً على الأقل، فلا تعلم هل هم ما زالوا على “رأس” العمل أم لا، هاتان الحالتان المتناقضتان بينهما حالات وسط، ربما أصبحت لدى أصحابها خبرة أكثر أو أنهكهم التعب.
وأجد أن أحوال الوزراء صعبة قبل هذه الفترة، وهي أصعب أثناءها، فهم مطالبون – أو هكذا يعتقد بعض منهم – بحضور إعلامي واضح ومؤثر، حضور يقول للمجتمع إنهم يعملون بدأب، وفي جانب آخر من واجبهم تسيير الأعمال في الوزارات، وهم بشر مثلنا مهما كانت طاقاتهم، هذا ليس دفاعاً عنهم لكنها الحقيقة، معرفتي ببعض الوزراء تكون قبل التعيين او بعد الإعفاء! وسبب المقال تعليقات من هنا وهناك يشار فيها إلى قصد مبطن للكاتب، من باب “وش قصدك”؟ أو لماذا طرح هذه القضية الآن بالذات؟ أو تعليقات عامة ظهرت للسطح بسبب إجراءات أو حالات غير عادية، مثل” شفت قرار الوزير”، أو سؤال عن آخر لا يظهر في الإعلام “هو مريض ما نسمع عنه أخباراً”، وأتمنى لهم جميعاً الصحة والسلامة وتطابق القول مع العمل، وأقول إن ما ينقله الكتاب ويتبنون طرحه، هو أمر يحدث طوال العام… كل عام، وهو من صميم واجبهم، ما دام صاحب القلم قادراً على الكتابة، ولم يصل لمرحلة التوقف أو الإيقاف، وبحكم أن الأقلام والصحف لا تملك قدرات التأثير بحسب ظني، فأتمنى ألا يؤخذ استمرار طرح القضايا على أنه “مسألة شخصية” على الإطلاق، لو تلاشت هذه القضايا وتم إيجاد الحلول الناجعة لها لانتهى طرقها وطرحها، ولشرعت الأقلام على قلة تأثيرها في عرض أمور أخرى، لكنها، قضايا عالقة وباقية مع الوزراء، وكأنها أصبحت جزءاً منهم أو من وزاراتهم منذ أن تسلموا زمام تصريف أمورها من السلف، تعرف بهم ويعرفون بها، وقد حرصت على ألا احدد لأنني لا أكتب عن “المسؤول”، مع أن قلمي وأقلاماً أخرى ربما تلاحق بعض أعمال وزارته أو جهة يشرف عليها، لأنها معنية بخدمة الناس فقط لا غير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.