الفساد البنكي

مدير فرع لأحد المصارف، لن اذكر اسمه حمايةً له، يعلّق على خبر نشرته “الحياة”، عن ملاحقة بنك لإحدى السيدات في محافظة الليث بسبب بطاقة لم تطلبها أصلاً، يبادر المصرفي بالبوح مشكوراً:
“أنا رجل مصرفي… الأولى محاسبة البنك، لأنه لا يقبل أي طلب من العميل إلا بحضوره الشخصي، بمعنى أن هناك موظفة استقبلت هذه العميلة.
ثانياً: عند إصدار البطاقة تقوم الموظفة بالاتصال على العميلة لاستلام بطاقتها، المعنى أن التسليم تم عن طريق البنك، ولا أنسى هنا أن البنك يطالب العميلة بمعرف في حال كونها لم تقدم له الأوراق الرسمية للتأكد من شخصيتها.
ثالثاً: لا تنشط البطاقة إلا باتصال العميلة بمركز بطاقات الائتمان في هذا البنك… ويخلص إلى الآتي: ان التعريف يمكن تزويره. وان البنك هو المسؤول الأول والأخير عن عملية التلاعب الواضحة من موظفاته أو موظفيه.
ويختم بقوله… طبعاً البنك لا يخاف أبداً لأن وراءه ظهراً… “مؤسسة الصمت الرهيب” انتهى.
توقفت عند خبر “الحياة” لأن البنك يطالب مواطنة في محافظة الليث، والأولى أن يتبرع للمحافظة الفقيرة، ولا عزاء للعملاء والفقراء، البنوك لا تحاسب. رسالة أخرى من الأخ ماجد يذكر فيها كيف سقط في الفخ البنكي، تابع معي حتى لا تسقط أنت:
(انا ممن يحملون بطاقات الفيزا منذ مدة طويلة، وخلال فترة استخدامي للبطاقة لم يقيد عليّ أية فائدة ابتعاداً عن الربا. ولكن في يوم تعرضت للتضليل، بأن هناك برنامجاً قالت موظفة التسويق إنه شرعي، ولا يؤثر على الحد الائتماني، بينما هو في الواقع وبحسب كشف الحساب لدي وبسؤال موظفي البنك بصفتهم الرسمية خلاف ذلك! ما أوقعني في محظور الربا الذي كنت أتفاداه طوال مدة استخدامي للبطاقة.
لقد حاولت جاهداً أن اتصل بموظفي البنك ليردوا الوضع إلى ما كان عليه قبل انضمامي لبرنامج التقسيط لوجود الغرر والجهالة من خلال مكاتبات مرفقة في هذا البريد، ولكن دون رد وتجاهل من إدارة البنك، بل قام البنك بإضافة اسمي في قائمة “bad credit list” ليمنعني من التعامل مع البنوك الأخرى، مع أنني لم أتأخر في سداد قروضهم الربوية التي جاءت نتيجة التغرير بي”. انتهى
الغرر والجهالة لا ينطبقان على البنوك، هي معصومة، لديها ظهر قوي مكون من لجنة في رحم مؤسسة. استغلال بعض موظفي البنوك والبنوك لجهل العملاء بالخدمات البنكية والتلاعب بهم أمره معروف، وهو من أدنى صور الفساد، وما خفي كان أعظم. فلا رغبة بالتصدي، اذكر لي حالة واحدة فقط تمت فيها معاقبة بنك، يخيل للمرء أنها من صنف الملائكة! ومن صور مكافحة الفساد البنكي بعض ما ينشر في موقع بوابة البنوك (www.banksgate.com)
أتمنى له الاستمرار، على رغم جهود بنكية لإيقافه، بل جوائز لمعرفة من يديره! يبقى على المتطوعين فيه التركيز على فضح أساليب التغرير والفساد واستغلال المناصب مع ضرورة التثبت، أعانهم الله تعالى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.