في خبر افتتاح أسبوع المرور الخليجي قيل “إن وفود أجهزة المرور الخليجية الزائرة ستقوم بزيارة للعديد من الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بالشأن المروري، للاطلاع على التجربة المرورية التي يشهدها جهاز المرور في المملكة، وبخاصة في منطقة الرياض، التي تشهد تطوراً كبيراً على المستويين الإداري والميداني، وفق استراتيجية شاملة للسلامة المرورية حققت خلال الفترة القصيرة الماضية نتائج ايجابية أسهمت في رفع مستوى السلامة المرورية في العاصمة الرياض” انتهى.
أعتقد بأن في الأمر مبالغة إعلامية، خصوصاً إطلاع الوفود الخليجية على تجربتنا المرورية، مهما كان تطور هذه التجربة، اللهم إلا إذا كانوا، عند الاطلاع على التجربة السعودية، سيرون أي تقدم حققوه في بلادهم الشقيقة، فيكثرون من الحمد والشكر للمولى عز وجل.
الشواهد تقول إننا لا نزال متخلفين مرورياً، والدليل شناعة الحوادث، وفوضى حركة السير، وفوقها أخبار النعي التي تبدأ ولا تنتهي بمقتل الشباب و “الشياب”… “إثر حادثة أليمة”، والتقدم الضئيل إحصائياً، أتمنى ألا يستثمر بشكل سلبي لإبراز الجهود الايجابية، انخفاض طفيف جداً في عدد الحوادث يضيع أمام أهوال الكوارث المرورية اليومية، لقد دخلنا إلى عصر الحوادث المرورية النوعية!
أسابيع المرور سُحُب صيفية ترعد وتبرق وتنتهي في لحظات، وهي تصب مخزونها المائي الضئيل على مساحة صغيرة، ربما لا تتعدى موقع قص الشريط، وإذا أردتَ الدليل فاخرج الآن إلى الشارع وكن حذراً.
أسابيع المرور تتجه دائماً إلى الجمهور، وأعتقد بأننا بحاجة إلى أسابيع تتجه بالتوعية إلى رجل المرور، وشركة المقاولات التي تعبد الطريق وتتولى صيانته، وكذلك مهندسي وزارة النقل ومراقبي البلديات والحفر والتشققات، يظهر أننا نحتاج إلى أسابيع، وما يبقى من السنة يمكن تخصيصه للسائق “المطفوق”.
وفي خبر آخر، نشر قبل فترة، نقلت “الوطن” عن السفير السعودي في القاهرة وزير التخطيط السابق الدكتور هشام ناظر قوله للطلبة السعوديين المبتعثين الذين اشتكوا من تعامل رجال المرور بالقاهرة: “عساكر المرور يتعنتون مع المصريين كما يتعنتون مع السعوديين.. ومن ضايقه عسكري المرور في القاهرة فليذهب ليتعامل مع عسكري المرور في الرياض” انتهى. قلت معلقاً… “ما في حل وسط يا دكتور!”.
اختلف بعضهم في قراءة رد السفير السعودي على شكاوى الطلبة المبتعثين، إلا أنه وهو الوزير للتخطيط سنوات طوالاً، لا بد من أنه قال ما قال عن علم بأحوال رجل المرور في الرياض وتعامله مع البشر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط