ما نوع الطالب الذي سنحصل عليه إذا كان المرشد الطلابي يخيره ما بين قطع جزء من لسانه أو تقبيل قدم المعلم؟ القصة التي نشرتها الصحف وعلق عليها الزملاء صالح الشيحي في “الوطن” ومحمد اليامي في “الحياة”، تبعث على المرارة، وتثير المخاوف، وتطرح أسئلة عن ماهية الرقابة من وزارة “التربية”، مع كثرة المديرين العامين والخاصين ونوابهم للإدارة بالتعاميم! الحادثة المزعجة التي تدل على أننا نوظَّف أناساً لتعليم أطفالنا، لم يتعلموا أبجديات التعامل الإنساني، ويعانون من مركَّب نقص كبير مخل بصفاتهم البشرية، ليحدث ما حدث… وفي مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم!
القصة لمن لم يقرأها أن طالباً في الصف الخامس الابتدائي تلاسن مع معلم، فكان أن نزل المعلم من مكانته إلى مستوى ذلك الصغير، ذهب به إلى المرشد الطلابي الذي وقف في صف المعلم، وخيّر الطفل بين قطع جزء من لسانه أو تقبيل قدم المعلم! اشترط صاحب القدم المباركة أن يكون التقبيل من باطن القدم، صدر الحكم فتم التنفيذ!
ومن الخطأ “تجنيس” هذه القضية، هو تصرف بالغ السوء يتحمله من قام به، ولا علاقة لجنسيته بالأمر. السؤال أين مدير تلك المدرسة؟ حدث هذا لأن لا هيبة للإدارة المدرسية! كان للمدير في زمن آخر هيبة خارج أسوار المدارس، وفصل المتسببين لا يكفي، والتعليم الأهلي في حال لا يعلمها إلا المولى عز وجل، كنا نشكو من تزايد المتطلبات المالية على الآباء بذريعة “حفلات وشغلات” يتفننون بها، لنفاجأ “بتبويس” الأقدام، لكن الأمر لا يقتصر على المدارس الأهلية المسكوت عنها. هناك حوادث مشابهة أعرف بعضاً منها، وإن لم تصل إلى تقبيل القدم المباركة، تتبخر أصداؤها بسبب “حب الخشوم”، و “عشاني”، تراخٍ من إدارات هلامية، وأولياء أمور مترددين، فيحقن الطلاب بقواميس بذاءة تصدر ممن يوصف بالمعلم، وأن تقع مثل تلك الحادثة في مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم فهي أخطر، ننتظر ماذا تفعل اللجان التربوية، هل تنظم تقبيل الأقدام بحسب المقاس ونفاذ الرائحة، لنرى حقيقة الحرص على مواجهة “الإرهاب التربوي”.
الفصل لا يكفي في حادثة تقبيل القدم، ولأن الجزاء من جنس العمل فلا أقل من أن يقبل المعلم والمرشد الطلابي قدم الطالب الصغير أمام زملائه، ربما تكون أنظف! مع تحمل المدرسة تكاليف علاجه النفسي، إذا لم يحدث ذلك فلنغير “قم للمعلم”، ليركع الطلاب ما أن يدخل متزاحمين على قدمه المباركة، وهو مثل الديك الرومي “متفشخر” بالعنجهية، يقدم رجلاً ولا يؤخر الأخرى. إذا لم يتم ذلك، اقترح استبدال كرسي المعلم بسرير، حتى تكون الأقدام في مستوى قامة الطالب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط