حبوب منع “الحل”

رسالة تطفح سخريةً ومرارةً من القارئ نايف، أهدي مضمونها إلى وزير التربية والتعليم ونائبه، وهي حال نموذجية تعبّر عن واقع عدد كبير من المعلمات البديلات.
عدم توافر وظائف رسمية للمعلمات في المدارس الحكومية جعل المدارس الخاصة تنتهز الفرصة، إذ توافر لديها عرض كبير من المعلمات بتكاليف متدنية، وحجم عمل يتناسب مع حجم ذمة المديرة. وفي مشروع “تسكيت المرأة الموظفة”… يقبل الرجال بأوضاع غير عادلة، وربما يدفعون من أعصابهم وجيوبهم الفرق.
يعتقد الأخ نايف بأن بعض الموظفين والمسؤولين يبتلعون في الصباح الباكر “حبوب منع الحل”، لذلك لا تجد لديهم حلولاً لحالات واضحة المعالم، والعذر الدائم أن ورقة لم تصل من القسم النسائي، وإذا وصلت يبدأ مشوار التحويلات القسرية، مطلوب من المراجع أن يتعرف على جميع الأقسام والبنايات والموظفين وأسمائهم، ولا يعني هذا وصوله إلى حل.
كانت الزوجة تعمل في مدرسة خاصة “بتراب الفلوس” وهو تراب لا يصل في موعده دائماً، المهم أن الوزارة في المنطقة الشرقية اتصلت بالمعلمة، لتعمل بديلة، استشار الزوج موظفين في الوزارة، لأن المدارس الخاصة تشترط إشعارها قبل شهر، قيل له: “لا تشوشر على المدرسة الخاصة”، وإذا نصحك الموظف فلا بد من أن تصدق. صدَّق الرجل وجمع أوراق زوجته وبدأت الرحلة، قيل له لا حاجة لحساب بنكي، يسلّم الراتب “كاش” من المديرة، وبعد “مرمطة” قيل له لا بد من حساب بنكي، أما “المباشرة” فهي لم تصل، حتى لو أحضرها بنفسه، وزوجته تعمل مجاناً منذ شهر ذي الحجة الماضي ما بين المدرسة الخاصة والعامة، والرسالة تحوي أكثر من ذلك بما فيه أسماء الموظفين ومن “فرك” منهم، ومن طرائفها محاولة الرجل الدخول على مدير لا يقبل المراجعين قبل الساعة الثانية عشر ظهراً، وهو وقت الصلاة، ربما ليدخل على مكتب فارغ.
والقصص عمّا يحصل من تأخير وإرباك في تسليم رواتب المعلمات الرسميات والبديلات كثيرة، حتى إن مدير القبول والاختبارات في تعليم البنات أبدى حزنه وتألمه في تصريح صحافي من تأخير صرف مستحقاتهن! فهو يرفع الأوراق والتأخير مستمر، الرفع في إداراتنا يحتاج إلى رافعة ضخمة لا تتوافر. قضية الرواتب وتأخيرها والاقتطاع منها يحتاج إلى تحقيق وحسم من كبار المسؤولين في الوزارة، ولديّ أمل في الوزير والأمير لوضع النقاط على الحروف… لأننا أُمِرْنا بإعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وليس دمه، فكيف إذا كان الأجير من القوارير؟!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.