كتاب للأستاذ سليمان بن محمد الجريش، بعنوان “الفساد الإداري وجرائم إساءة استعمال السلطة والوظيفة”، وأصل الكتاب رسالة علمية قدمها المؤلف لنيل درجة الماجستير في العدالة الجنائية من أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، ثم طبعها في كتاب بعد إجراء التعديلات المناسبة،
يقع الكتاب في أكثر من 400 صفحة من الحجم الكبير، وقد قسم إلى ستة فصول، تناول الأول منها ما يخص الوظيفة العامة والموظف العام، من جوانب عدة، وهي تهم الغالبية، خصوصاً موظفي الحكومة، فيما بحثت الفصول الأخرى في أنواع الفساد الإداري والعقوبات مع نشر نماذج تطبيقية عن جرائم، رشوة، اختلاس واستغلال نفوذ وغيرها.
في التعريف للكتاب يقول المؤلف: “إن ظاهرة الفساد الإداري لا تعني جريمة الرشوة فقط، إنما هناك صور وأنماط متعددة للفساد، كالتزوير والاختلاس والاعتداء على المال العام والتربّح من أعمال الوظيفة والتحايل على النظام، وإساءة المعاملة بالتعذيب والقسوة أو الإكراه، أو سلب الحريات والغدر والمحاباة والإيثار والاستئثار، والإضرار بالأموال والمصالح والابتزاز وغيرها…” انتهى.
قائمة الفساد طويلة، والكتاب شمل التعريف والبحث المعمق ولم يغفل الأنظمة، كما قدم نماذج للتحليل لقضايا صدرت فيها أحكام قضائية، ويختم المؤلف كتابه بعدد من التوصيات، أذكر بعضاً منها، إذ طالب بتفعيل تطبيق مبدأ الجدارة في شغل الوظيفة، بحيث يعتمد على مبدأ الكفاية والاستحقاق، فعلى رغم أن هذا المبدأ من أساس نظام الخدمة المدنية إلا أنه لم يفعّل بالشكل المناسب، ويوصي المؤلف بتحسين الأوضاع الوظيفية والمعيشية للمواطنين، وهي مسألة في غاية الأهمية لخنق قدرة الفساد على التمدد والإغراء، كما يشير إلى ضرورة تطوير وضبط وسائل العقاب والجزاء في قضايا الفساد الإداري، وينبه إلى أهمية درس النصوص النظامية الخاصة بجرائم الفساد الإداري بحيث تستوعب كل الجرائم المستحدثة وتتكيف مع الواقع، والكتاب صدرت الطبعة الأولى منه عام 2003، لذلك كان من التوصيات ضرورة توافر الإرادة الشاملة لمكافحة الفساد الإداري من خلال استراتيجية شاملة وحماية النزاهة الوظيفية، وهو ما حدث لاحقاً بإنشاء هيئة مكافحة الفساد وصدور استراتيجيتها، واحتوى الكتاب على توصيات أخرى مهمة لا تكفي المساحة للإشارة إليها، ويكتسب الكتاب أهميته من موضوعه والجهد الوافر الذي بذله المؤلف، وتزداد أهميته مع التوجه الرسمي لتفعيل مكافحة الفساد التي ينتظر الجميع عملها، وعنوان المؤلف (ص.ب 26252 الرياض 11486) للمهتمين، مع امتناني لإهدائه القيّم وجهده المشكور.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط