قبل فترة انتشرت إشاعة عن عامل توصيل “تموينات” قام بجريمة اغتصاب وقتل في احد المنازل، ثم أصدرت شرطة الرياض نفياً لهذه الإشاعة وان لا صحة لها، والظاهر لي أن لهذه الإشاعة هدفاً هو التحذير والتنبيه، لا بد من أنها نسجت مثل كل إشاعة من تراكمات الألسن وشغف الثرثرة وبعض الخوف، حسناً… هل هناك بيئة مناسبة لإمكان حدوث ذلك؟ الجواب نعم… الاحتمال قائم، التوصيل مجاناً أصبح هو الإعلان لتموينات فلان، وعامل التوصيل متغير متنقل لا تعرف من كفيله، بل ان ملكية البقالات أصلاً يشك أنها لمن يقف خلف طاولة البيع، حتى ولو كانت اللوحة الخارجية تشير إلى فلان أو فلانة، ظهرت الإشاعة لأن هناك هاجساً لدى من أصدرها وكذلك من نقلها، والمسألة بحاجة إلى تنظيم، لأن العمالة تتغير وتتنقل بشكل سريع، ولبعضها من نصيب المخالفات والجرائم ما هو معروف ومعلن.
في قضية سرقات كبرى في محافظة جدة، نشرتها صحيفة محلية لفتت نظري جنسيات أفراد العصابة، تعودنا تركز الإجرام “نسبياً” في جنسيات معينة، في هذه القضية اختلف الوضع، زعيم العصابة فلسطيني له سجل 43 سابقة!! ضع ما شئت من علامات التعجب الأمني الأبعادي؟ أما الأفراد، فاثنان منهم من “التوانسة” وآخر أردني، وهذا أمر غريب ويدعو للتساؤل.
شكل هؤلاء عصابة محترفة سرقت 30 من الفلل والمنازل “الراقية” بحسب وصف الصحيفة، من ضمن أساليبهم وضع ورقة صغيرة على باب المنزل المستهدف للتأكد من عدم وجود أصحابه، الرابط بين تلك الإشاعة وهذه القضية أن عامل التوصيل من الممكن أن يكون خير خبير استطلاعي. والحقيقة أن هذه العصابة أجهدت نفسها، في الرياض المدينة يتكفل التجار من أصحاب المطاعم والأسواق المركزية بوضع الأوراق على أبواب المنازل، وهي مؤرخة بحسب فترات العروض، بمعنى يستطيع “كشافة العصابات”، معرفة انه مر أسبوع ولم يفتح أحد هذا الباب، المضحك أن أمانة مدينة الرياض المعنية بالمحال حريصة على النظافة، لذلك فتحت عيناً وحيدة لها أسمتها عين النظافة، وخصصتها للطرقات والسائقين، وتركت المنازل والأحياء لأصحاب العروض من دون عين، كما لم تفتح أذنها لمن كتب مثل الموقع أدناه.
بين عامل التوصيل وتسونامي بروشورات الأسواق والمطاعم الشبيه بالجراد توالداً وكثرة، وفي مقابل اختفاء الدور الحقيقي لعمد الأحياء، يمكن فهم تكرار ظهور الإشاعات، إنها الهاجس الذي لا يلتفت إليه إلا بعد وقوع الفأس في الرأس، على رغم أن الوقاية الأمنية هي الأساس… ولكن ماذا نقول وعين واحدة خصصت للنظافة في حين أن العين الأمنية تنفي وتتوقف عند النفي.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط