صديقي صاحب القرض “الخشن” يقترح فكرة بسيطة وسهلة إذا كان هناك من يبادر، وإحدى مشكلات مجتمعنا الإدارية هي عدم المبادرة، فالحكمة الإدارية الشائعة تقول “مو شغلي”.
لو استطعنا توظيف المبادرات “الفردية أو القردية”! مثل سرعة التجمهر حول الحوادث المرورية، إلى مبادرات ايجابية مفيدة، لربما تغيرت الحال.
تتلخص الفكرة في أن تقوم الشؤون المالية في الجهات الحكومية وإدارات الشركات بعمل نموذج إداري، اسمه نموذج القرض الحسن، بحيث يفوض فيه المقترض أمين الصندوق أو البنك بأن يقتطع من راتبه مبلغاً شهرياً من المال للوفاء بالقرض لصاحبه، سيؤدي ذلك إلى اطمئنان كثير ممن بقي في نفوسهم حب للخير و “الفزعات”، أو الذين يمنعهم حياؤهم من رد تضرعات أصحاب الحاجة الصادقين منهم والمزورين، أيضاً هذا سيسهم في صنع بيئة إدارية اجتماعية صحية.
سنكتشف لاحقاً أن كثيراً من المقترضين سيرفضون توقيع هذا النموذج قائلين “افا… ما فيه ثقة وين الصداقة والزمالة!؟”، أمثال هؤلاء لا ينفع معهم إلا سكاكين البنوك والألسن الحداد لمندوبي ملاحقة الديون.
هذا الاقتراح له فوائد اجتماعية كبيرة، أعتقد انه سيسهم في استعادة بعض الثقة المفقودة، وأيضاً وضوح و “شفافية” في العلاقات بين الناس، ونحن نحب الشفافية، بل سيقلل من فرص النصابين ممن يبتزون الناس عاطفياً ويستغلون كرماً في دواخلهم أخاف أن ينقرض، أقصد بهم أولئك الذين لم تبق في وجوههم مزعة من لحم حتى ولو كان “لغلوغه يتدلى”، أساء هؤلاء إلى التراحم بين الناس، وأحدثوا جفوة وشكوكاً في المجتمع.
في تطبيق هذا الاقتراح السهل والبسيط تفريج كرب للمحتاجين، وحفظ حقوق من يريد المساعدة، وهو يفتح نافذة أخرى غير أبواب البنوك المفترسة، بل سيقلل من أعداد السيارات في الشوارع! وكذا مسحوق الصابون! ولمن لا يدري، السيارات والصابون من وسائل أو أدوات القروض في بلادنا المباركة، بعد اقتطاع الفائدة طبعاً، وقبل هذا وبعده المبادرة لتنفيذ الفكرة هي تطبيق لما جاء في كتاب الله، هناك من يبحث عن أضعاف ما ينفق عند الله تعالى ولا يريد سوى حفظ حقه، وفي المقابل كثر من الناس صادقون يريدون الوفاء ولا يجدون، لأن “الشر يعم والخير يخص”، كان الموظفون في السابق يتعاملون بـ “الجمعيات”، عند صرف الرواتب يقتطع المشاركون جزءاً منها لواحد منهم، ليصبح لديه مبلغ اكبر يسمح له بشراء اصل أو حاجة، ولأنها غير منظمة ظفر بها بعض “الشطار”، يرتب “الجمعية” ويضع اسمه على رأس قائمة المستفيدين، وما أن يجمع المال حتى يعض على طرف ثوبه قائلاً: “يا فكيك”!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط