لدى البعض قدرة على عدم البوح ووضع النقاط على الحروف، على رغم الطلاقة التي يتشبع بها اللسان عند السعي لحاجات خاصة، بمعنى أن لديهم الإمكانات والأدوات، إلا أنهم يستخدمونها في الخاص، أما إذا كانت القضية عامة، فهم أساتذة في “التعويم”، فهم يقولون أشياء ليس فيها مضمون أمر واحد، وإذا كثر هؤلاء في المجتمع وأصبحوا مؤثرين تسيد الغبار وجه الصورة فلا تظهر بالوضوح المطلوب لمن يهمه نقاء الصورة.
من ذلك أن يقال كل الأمور “عال العال” وهي ليست كذلك، هذه المقدمة ضرورية لمسح الأتربة عن الصورة بما تحتمه أمانة القلم وآمال بغد أفضل.
في مقال سابق أشرت إلى تركيز على الاهتمام بالمواجهة الفكرية للإرهاب، وعدم إعطاء الشأن الاجتماعي وكذا الاقتصادي الاهتمام اللازم، أقصد الاهتمام بإعادة التقييم ومن ثم التقويم لما جرى ويجري، ولا يمكن للإرهاب أن يعلو ويحلق عالياً من دون أجنحة، لا يمكن له أن يفرخ من دون بيئة حاضنة.
تكسرت الأقلام في التنبيه والتحذير من المساهمات الوهمية ومجموعات توظيف الأموال، منذ نشأتها وكان التحرك متأخراً وبطيئاً كالعادة… بعد وقوع مئات الآلاف في الفخ وتبخر أموال لا يعلم أين ستمطر سحائبها، والغريب أنها ممارسات تمت في مجتمعات قريبة منا منذ عقود قريبة، أعيد استنساخها لدينا من دون ردع مبكر، نحن نبدأ من حيث بدأ الآخر، لا من حيث انتهى!
وأتابع ما ينشر عن التوعية الأمنية لمكافحة الإرهاب التي ذهبت إلى المدارس، وأحدث نفسي قائلاً: لماذا لم تكن توعية أمنية شاملة تشمل فضح أساليب الإرهاب والجرائم الجنائية؟ الأمن كل لا يتجزأ، وأقول ورزقي على الله تعالى إن هناك شعوراً مقلقاً بأن مواجهة الجرائم الجنائية المتكاثرة، ومنها السطو المسلح لا تقارن بمواجهة الإرهاب، من حيث القوة والقدرة الاستباقيه، وكل منهما خطر على الدولة والمواطن والسلم الاجتماعي، وقد يتضافران لإحداث الفوضى في المجتمع، بل إن الجرائم الجنائية قد تكون مصدراً لتمويل الإرهاب وتدريب المنخرطين فيه على الأعمال الإجرامية.
وفي الحالة الأمنية الجنائية يتم التوقف عند أخبار القبض على عصابة والإطاحة بأخرى، على رغم أن الأمن وقاية في الأساس تزرعها هيبة نبحث لاستعادتها، وفي مقال سابق طالبت رجال الأمن بأن يخبرونا عما ينقصهم للقيام بواجباتهم، لنطالب بها معهم، ربما يكون للبيروقراطية أثر في التأخير والتأخر، وهنا تكرار للمطلب، من مبدأ أن الجميع معني بأمن الجميع، وعندما ابحث في الحالة الأمنية، أجد آراء لا أستطيع الجزم بدقتها، منها دور هيئة الرقابة والتحقيق في أوضاع الحالة الأمنية، وهي للأسف لا تخرج للعلن لتقول رأيها، فمتى ستتحدث؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط