فرحة تحولت إلى غصة

استعجل أهالي قرى “بني اليزيد”، في محافظة الليث، وقدموا الشكر على صفحات الصحف للمسؤولين في شركة الكهرباء السعودية لإيصال تيار “الحياة” إلى منازلهم. دفعهم حسن النية وتوقع الخير في بلد الخير، والحقيقة أنه بلد الخير. هذا الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز يذرع شماله وغربه هذه الأيام ليزرع بذور الأمل، بعد أن غرس مثلها في مناطق أخرى من الوطن. القيادة السعودية ممثلة بالملك عبد الله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، وفي كل سانحة، تشدد على المسئولين التنفيذيين بالحرص على شؤون الناس تسهيلاً وتيسيراً، فكيف إذا كان هذا الإنسان فقيراً في محافظة استبشر نفر من سكان قراها بوصول الكهرباء في القرن الواحد والعشرين!
للأمانة وجدت تعاونا من إدارة شركة الكهرباء في الرياض (المركز الرئيسي)، ومن خلال اتصالات يدفعها إلحاح من يشعر بسياط أشعة الشمس الملتهبة في فصل الصيف الحارق. اتصلت بالأخوة “الكهربائيين” في الرياض، وهم تحت ضغط “الأحمال”، للاستفسار عن أسباب التأخير، ووجدت تعاوناً وحثاً لفرعهم في منطقة مكة المكرمة على سرعة إيصال التيار، خاصة أن الأمور الفنية جاهزة، إلا انه حث لم يحقق نتائج حتى هذه اللحظة، ولم يمطر تياراً كهربائياً في تلك القرى المنسية. هناك عقبة كأداء تحطمت عليها آمال سكان تلك القرى في شيء من النور والماء البارد، دخلت درجات الحرارة في الرياض إلى بحر الأربعينات فكيف هي في الليث؟!
هناك مماطلة.. تساءل بعض أهالي القرى عنها في خطاب صريح وجهوه إلى رئيس الشركة، من دون نتائج على الأرض. تصدر الاتصالات والخطابات من الرياض إلى جدة ومن دون نتيجة سوى الوعود، وتتفاقم المشكلة لأن أصحاب المولدات الذين كانوا يزودون بعض الأهالي هناك بالكهرباء قد رحلوا.
ولا تعرف أي قلب يحمله الذي يستطيع الوقوف إمام إيصال الكهرباء للمحتاجين أو يماطل في الانتهاء منه على وجه السرعة، وفي ذروة فصل الصيف، بينما ينعم هو وأبناؤه بخرير المكيفات.
والأمر بحاجة لتحقيق، لأن مثل هذا إن وجد ماذا يزرع في الأرض يا ترى؟ وماذا سيجني الوطن من زرعه؟
إلا أني اعلم عن قلب إنسان كبير، وسع الوطن وأبناءه ووضعهم في عيونه، لن يرضى القلب الكبير وهو يزرع بذور الخير في الحدود الشمالية والجوف وتبوك أن يحرم إخوة لهم في قرى بني يزيد بمحافظة الليث من أبسط حقوقهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.