حب الحمير

في الكويت قضية في مدرسة ابتدائية سببها إذاعة أغنية “بحبك يا حمار” في حفلة تكريمية! الحقيقة أنني لم استمع لهذه الأغنية لا من قبل ولا من بعد، لسوء في متابعة “الجديد” أعاني منه، فهو يتوالد مثل الفيروسات، إلا أن أصل عدم الاهتمام بهذا الجديد هو قناعة تقول إن الغناء تحول إلى غثاء.
ومحاولة لكشف ما في بطن شاعر “بحبك يا حمار”، يتضح شيء من “ميانة” الحبيب تجاه المحبوب، نعلم ان الحب يرفع ستار كثير من الحواجز بين الطرفين، فلا غرابة أن تظهر أغنية تقول “بحبك يا كلب” أو “بحبك يا زفت”، خصوصاً إذا كان الحبيب يعاني من لصوص أو حفريات حول منزله.
يوصف حيوان الحمار بالبلادة والغباء، إلا أن هذا لا يعني عدم توافر معجبين وعشاق، وإعلان الحب حتى ولو كان لحمار صورة من صور حرية التعبير، وإن كان ذلك ما زال من المحظورات في مجتمعاتنا، لكن ألا يستحق الحمار الإعجاب والحب؟ لو توافرت للحمار فرصة الظهور التلفزيوني المناسب، لعبّر عن إمكاناته وقدراته، حتى الأغبياء والذين يشكون من بلادة “النافوخ” يجدون من يعجب بهم، وانظر ماذا تفعل الشاشة السحرية في عقول المراهقين ومن في حكمهم من الكبار، إضافة إلى عدم الاحتفاء به تلفزيونياً يعاني الحمار من عدم قدرته على إرسال الرسائل القصيرة للمشاركة في برامج النجوم، الحافر كبير و “الزرار” صغير، كما انه يعاني من عدم قدرة على الاتصال بأرقام هواتف “الشفط النقدي” للبحث عن فرص النجومية، حافر الحمار كبير مثل جسمه، تلفزيونياً يحتاج إلى شاشة بلازما، وهاتفياً لم تفكر شركات إنتاج الهواتف الجوالة بنسخة مناسبة “xxl” تتناسب مع إبهام الحمار، لو توفر ذلك ربما وجدنا كثيراً من النجوم الحمير، وأحاط بها كثير من المعجبين والمعجبات، ليصل الأمر إلى التدافع وسقوط الضحايا تحت الحوافر، عندها ستباع بردعة الحمار النجم بمبالغ خيالية، وستكون قصة شعرة هي الموضة، قد يصل الأمر إلى عمليات تجميل لإطالة الأذنين، خصوصاً أن تكبير “الشفايف” ونفخها متوافر.
صرح العشاق بأصواتهم العالية عن ولعهم بالبرتقالة والباذنجان فلماذا يستكثر الحب على الحمار؟ كلها لها فوائد واضحة معروفة بعكس مخلوقات اخرى يعلن عن حبها والولع بها ولا تتضح منها فائدة سوى لذواتها، ثم إن الحمار صاحب القوائم الأربعة يوشك على الانقراض لنقص في المحبين ولتكاثر في المنافسين.
أما ما بين سطور شاعر “بحبك يا حمار” فهو أنه يعلن عن حب من طرف واحد، لم يجد الاستجابة المنتظرة حتى لحظة نزول الأغنية للأسواق، لأنه يحب حماراً رفع المحب صوته عالياً لعل طول الأذنين يلتقط الرسالة، وقديماً قيل الطيور على أشكالها تقع ومثلها الحمير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.