“زجاج” أم “دجاج”؟

تأكد قبل أن تستلم وجبة الكبسة من المطعم ألا يكون هناك زجاج بدلاً من الدجاج. ربما كان تشابه الحروف هو السبب في قيام طباخ مطعم في محافظة “الدوادمي” في منطقة الرياض بحشو كبسة الرز بمسحوق الزجاج! وعلى رغم أن هذا التخريج غير مقنع بتاتاً، إلا أن الدهشة الكبيرة التي اعترتني وأنا أقرأ الخبر دفعتني للبحث عن سبب معقول.
كل إنسان على وجه هذه الأرض يعلم أن البشر لا يأكلون الزجاج حتى ولو كان اسمه لبعض الجنسيات غير العربية مشابهاً لقولهم: دجاج.
والقضية جنائية بامتياز، ليست من قضايا الغش حتى ولو كان كل الغش في طياتها. حشر الزجاج المطحون في الأكل فيه رغبة انتقام لا تتورع عن القتل البطيء الخفي. ووجود كميات كبيرة من هذا المسحوق الخطر في مستودعات “مطعم الزجاج المطحون” تشير إلى إصرار وتعمد على القتل غيلة وغدراً، لذلك فإن القضية جنائية. من هنا أطلب من الأمانة في العاصمة، وهي معنية بمنطقة الرياض، أن تحقق في القضية تحقيقاً نوعياً بالمشاركة مع الشرطة بالطبع، نريد أن نعلم جواباً على السؤال الذي يبدأ بلماذا؟ ما الذي يدفع عمالاً أو طباخين في مطعم أن يفعلوا مثل هذا الفعل الإجرامي؟ وما الفائدة التي سيجنونها؟ لعلم البعيدين عن أكل الكبسة فهي لا تباع بالوزن، وإلا لقلنا أن المسألة لا تتعدى الغش وتضخيم الأرباح، لكن هناك هدف لثقب الأمعاء والبطون، ثم ما ذنب زبائن المطعم المساكين وهم من مختلف الفئات؟
أطلقت هذه الجريمة رائحة كريهة استدعت إلى الذاكرة قصصاً لا ينساها كثير من القراء في السعودية أثناء حرب تحرير الكويت، ومن جنسيات معينة، لذلك أطلب من أمانة العاصمة نشر كل التفاصيل، خصوصاً أنها تقوم بجهود مشكورة هذه الأيام للتأكد من نظامية كثير من الخدمات الصحية والغذائية، مثل هذه القضية وقضايا أخرى تناولت حفظ وبيع اللحم الفاسد من خلال المطاعم، تستلزم تشريعات وشروطاً جديدة تواجه هذه الظواهر، التسفير للعمالة المخالفة وإقفال المطاعم لا يكفي عندما يتعلق الأمر بالصحة والشروع في إضرار قد يؤدي إلى القتل، هناك حقوق عامة وخاصة واطمئنان مستهدف لم تُجْدِ معها الغرامات فلم تحقق ردعاً يذكر، ثم ان من حقنا جمعياً أن نعلم كل التفاصيل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.