قرأت تصريحات لوزير السياحة المصري أثناء زيارته للسعودية، بدأ فيها بالتعليق على ما نشر عن فكرة الجسر بين السعودية ومصر، ولن أتطرق لهذا الموضوع، ليقيني أن الجسور بين السعودية ومصر أكثر من أن تحصى، وهي ليست بحاجة إلى جسر اسمنتي أو حديدي لأنها أعمق وأقوى.
الوزير يقوم بجهد ضخم للترويج للسياحة في مصر، ويتوقع هذه السنة موسماً ناجحاً “جداً”.
اكتب اسمه على محرك البحث لتعلم ذلك.
ما لفت انتباهي أكثر هو حديثه عن السائح العربي. الوزير “زهير جرانة” انتقد السائح العربي في مؤتمر صحافي، ولتكون الصورة أوضح اقتبس النص من صحيفة “الحياة”: “وانتقد جرانة أداء السياح العرب، بالقول إن السائح العربي لا يعرف متى يأتي ومتى يغادر، وغير منظّم في أوراقه، ما يربك أجهزة السياحة المصرية، بينما السياح الأجانب يأتون على شكل مجموعات، محددين مسبقاً موعدي القدوم والمغادرة”، انتهى.
في كلام الوزير بعض الصحة، وهو ما ينطبق أكثر على المعتمرين المصريين الذين تتركهم شركات الحج والعمرة ينتظرون في أوضاع لا تليق، على أرصفة شوارع جدة، على رغم أن مواعيد القدوم والمغادرة محددة!
أعود إلى السائح الخليجي، السؤال الذي لم يجب عليه وزير السياحة المصري، مع انه طرح ضمن مناقشاته مع لجنة السياحة في غرفة تجارة الرياض، يقول السؤال: لماذا يطبق على السائح الخليجي في مصر تمييز سعري؟ يدفع السائح الخليجي للفنادق أكثر من صديقه المصري، وهو أمر عجيب لا تجده في أي بلد، وإذا قبلنا بهذا الإجراء نعيد طرح السؤال، لماذا أيضاً يميز السائح الخواجة عن الخليجي؟ هناك أسعار مخصصة للخليجيين، وإذا قام سائح من الخليج بالحجز في مصر من دولة أوروبية حصل على سعر منخفض! ربما للاشتباه بأنه خواجة! هل هذا التمييز بسبب جسور المودة الممتدة بين الخليجيين والمصريين؟! في هذا التمييز السعري ظلم كبير ولا علاقة له بالغروبات او المجموعات، فليس كل الأوروبيين يأتون في مجموعات، ثم ان ما يصرفونه في البلاد لا يقارن بصرف الآخرين، هذا التمييز هو ما يسبب مرارة لدى السائح الخليجي فيفكر في بلاد أخرى. وإذا كان نصيب السياحة في مصر قرابة 400 ألف سائح سعودي العام الماضي، فإن هذا مدعاة للتفكير الجاد في التعامل العادل معهم ومع إخوانهم العرب من دون تمييز، أما التزام الفنادق هناك بالحجوزات عن طريق الوكالات السياحية والإنترنت فهو قصة أخرى، ويظهر أن السبب كونهم غير خواجات!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط