لا يمكن أن تقارن إمكانات إدارة عامة في أمانة مدينة الرياض بإمكانات وزارة ضخمة مثل وزارة الصحة، من هذه الزاوية اقرأ ما كشفته إدارة صحة البيئة في العاصمة من أن 17 مركزاً صحياً قامت بإصدار شهادات صحية لعمالة مريضة، هؤلاء المصابون سيعملون أو عملوا في المطاعم والمطابخ التي يرتادها الناس… ربما يدعوك صديقك لوليمة مطبوخة في احدها، والأمراض معدية، من الوباء الكبدي إلى “الايدز”، حمانا الله وإياكم. والمسألة فضيحة صحية تبين تساهل رقابة الوزارة. وكنت اقترحت على المتضررين من بعض الخدمات الصحية والتجاوزات فيها، أن يتجهوا إلى جهات أخرى غير “الصحة”، لأن التفاعل الحقيقي من هذه الوزارة الموقرة مع ما يحدث على الأرض ما زال تحت درجة الصفر، آخرها قضية طبيب الحقن المخدرة التي ننتظر نتائج التحقيقات فيها.
من عينات عشوائية، كشفت إدارة حماية البيئة في أمانة الرياض عن الشق الكبير الذي تمارسه بعض المراكز الصحية الخاصة، لقاء رسوم تافهة يعرّض أصحاب هذه المراكز صحة الناس للخطر، والمثل الشعبي يقول: “قال من أمرك… قال من نهاك”، والمعنى للقراء خارج السعودية عدم وجود الرادع، والانسياح الرقابي. وإذا كان الرقم المعلن هو 17 مركزاً صحياً تشرف عليها وزارة الصحة، وهي من رخّص لها، فهو مرشح للزيادة.
مهما كانت إمكانات هذه الإدارة فهي ستبقى اقل بمراحل من وزارة، لكن وزارة صحتنا الموقرة مشغولة بأمور أخرى، من بينها تحويل الأطباء إلى أصحاب منشآت صحية، وإذا أردت أن تعلم أسلوب العمل فيها، عليك قراءة تصريح لصحة الرياض عن الإنجازات. قال خبر حول هذا الموضوع إنه “بلغ عدد المعاملات المنجزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام أكثر من 18 ألف معاملة”، ومثل هذا الرقم تستطيع الحصول عليه من قسم الصادر، لأننا في العصر الرقمي، والرقم لا يذكر “ماهية” هذه المعاملات. ويشير الخبر إلى “إغلاق بعض المنشات الطبية” ولا يحدد عددها أو أسباب الإغلاق، فضلاً عن أسمائها، وهل هو إغلاق نهائي أم موقت؟ عموميات في عموميات. مع وضع مثل هذا لا يمكن أن نبلع قول الوزارة “صحة المواطن والمقيم فوق كل اعتبار”، لأنها لم “تعبّر” شكاوى الناس من الأوضاع الصحية. الحقيقة أنها في حالة انغلاق على نفسها. أما إذا أرادت أن تعيد “بعض” الثقة فيجب أن تبدأ بإغلاق تلك المراكز حالاً… أليس ما فعلته تزويراً أخطر من تزوير الإقامات ورخص القيادة؟! كل الشكر والدعاء بالتوفيق لأمانة الرياض وإدارة حماية البيئة والعاملين فيها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط