جيل الرواد

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رحمه الله، الإداري المسؤول والمثقف الكاتب نموذج أصيل من جيل الرواد في السعودية، أولئك الرجال عاصروا الملك عبدالعزيز مؤسس وموحد هذا الوطن العزيز، إذ عمل معه بإخلاص منذ نعومة الأظفار، فاحتل بقدرات شخصية فذة صفحة زاخرة  من صفحات العمل الوطني، ومن المؤسف ألا ترصد تجارب هؤلاء الرجال الرواد كما تستحق، وهم المعلمون الأوائل، تلامذة عبدالعزيز المؤسس. ولو أخذنا الجانب الإداري فقط في تجربة الشيخ عبدالعزيز التويجري الممتدة لاكتشفنا ثراء التجربة طولاً وعرضاً، لأن الراحل عمل في صغره مع الملك عبدالعزيز رحمه الله في ظروف أخرى مختلفة جذرياً عن هذه التي نعيشها، لا من حيث شح الموارد والإمكانات، ولا من حيث ندرة التعليم والمتعلمين، وهي حاجات أساسية لوطن في مرحلة التكوين وسط عواصف وصعوبات خارجية وداخلية… أقلها الفقر، ثم تقلب الفقيد في مواقع أخرى خلال هذا العمر الحافل بالعطاء بجوار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، مستشاراً ونائباً للحرس الوطني، ودوره مشهود في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين لتطوير هذا الكيان الوطني، وإضافة أدوار أخرى متجددة له في الثقافة والصحة والتعليم. والأمل أن يتصدى أبناء فقيد الوطن لرصد تجربته الإدارية الثرية. نحن للأسف لا نقرأ تجارب للرواد في بلادنا، لأن غالبيتهم لا يكتبون مذكرات تسمح للأجيال التي تأتي بعدهم بالنهل منها.
وعلى رغم شغف الفقيد بالثقافة والكتابة والشعر إلا أن حضوره الإعلامي كان نادراً، لا أتذكر له سوى مقابلات تلفزيونية قليلة جداً. أذكر أن الكاتب الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى أجرى واحدة منها للتلفزيون السعودي، وهي مناسبة، لأن يعيد التلفزيون عرض ذلك اللقاء.
والعزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ولولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وللشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التويجري ولأبناء الفقيد وبناته والدعاء للمولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.