كل الشكر والتقدير للإخوة والأخوات أعضاء “الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان” على الجهد الكبير الذي تضمنه التقرير الأول للجمعية، وهو تقرير لا بد من أن صدوره واجهته صعوبات جمة، خصوصاً أن الجمعية ما زالت حديثة النشأة، والحساسية من بعض الجهات تجاه دورها معروفة، إلا أن الرصد والمتابعة والشمولية التي احتواها التقرير، وهي ليست بالأمر الهين، قد تمت بلغة متوازنة صبغتها المسؤولية والرقي عند عرض الملاحظات وطرح الاقتراحات المناسبة.
وإضافة إلى رصد التقرير لكثير مما يواجه المواطن والمقيم، خصوصاً مع الجهات الأمنية، وما في حكمها، احتوى أيضاً على إشارات مهمة أخرى تعدد أوجه القصور والنقص، وهو في تقديري خطة عمل وطنية، ومرآة عاكسة لواقع كثير من الجهات الحكومية، وكيف يراها الناس، وينتظر من كل جهة شملها التقرير بملاحظاته أن تدرسه بعناية، وتجتهد في سد النقص وإيقاف التجاوزات والانتهاكات لحقوق الفرد مواطناً كان أو غير مواطن، ويحسب لجمعية حقوق الإنسان إشارتها المهمة إلى وضع “لجنة تسوية المنازعات المصرفية” التابعة لمؤسسة النقد السعودي الذي وصفته بالشاذ، تعودنا ألا نجد آذاناً صاغية عند طرح القضايا الاقتصادية والمالية، ومع أن مجال عمل هذه الجمعية هو حقوق الإنسان داخل السعودية، إلا أن الحاجة ماسة لأن يشمل اهتمامها أحوال المواطنين في الخارج، خصوصاً ما يتعرض له بعضهم من إجراءات تعسفية وانتهاك لحقوقهم، والحوادث في هذا الجانب كثيرة، ولم تستطع أكثر السفارات السعودية حتى الآن التفاعل الايجابي المطلوب معها، خصوصاً نحن على أبواب إجازة الصيف.
وأقترح على “هيئة حقوق الإنسان” الحكومية أن تستفيد من تجربة شقيقتها الجمعية. الهدف واحد، والأخيرة سبقت الأولى في نشأتها وعملها، وأصبحت لديها تجربة ثرية، وينتظر أن يتضافر العمل بينهما لإصدار كتيب مبسط يوضح الأنظمة الراعية لحقوق الإنسان في المملكة، ليعلم كل فرد ما له وما عليه.
الشكر وحده لا يفي جهاز جمعية حقوق الإنسان حقه من التقدير، خصوصاً من الكتاب والصحافيين الذين عايشوا ويعايشون القضايا كل يوم، والموقع أدناه واحد منهم، والتصدي لهذا الأمر الجليل كاف وحده للثناء والامتنان، وقبل هذا الدعاء بالتوفيق والسداد، وانتظار الاستجابة المتزنة والمرنة من الجهات الحكومية التي وردت عليها ملاحظات، كما أنني اقدر للاخوة الأعضاء، ومن خلال التجربة الشخصية، حسن تجاوبهم وسرعته عند عرض قضية أو شكوى. من حقكم علينا أن نقول لكم شكراً، وسدد الله تعالى خطاكم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط