فتاوى ومسافرون

الذين توقفوا عند فتوى عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ صالح الفوزان، والتي تطرقت إلى “الليبرالية” عليهم الاطلاع على  التوضيح الذي أرسله الشيخ إلى جريدة “الرياض” ونشرته يوم الثلثاء، وعنوانه كافٍ لمعرفة مضمونه. جاء العنوان كالآتي: “إجابتي عن سؤال من يقول إنه “مسلم ليبرالي” نُزلت على أناس لم أقصدهم.. وأبرأ إلى الله من تكفير الأبرياء” ومما قاله الشيخ صالح في توضيحه “ومعلوم أن الله سبحانه علّق الأحكام على هذه الأسماء: مؤمن وكافر ومنافق وفاسق وموحد ومشرك. وأما العلماني والليبرالي وما أشبههما فهي أسماء جديدة، ولكن ليست العبرة بألفاظها، وإنما العبرة بمعانيها وما تعبّر عنه”. انتهى.
لديّ ملاحظة صغيرة، وهي للعلماء الذين يحرصون على التفاعل مع أفراد المجتمع وشجونه. الملاحظة التي أجدها مهمة أنه عند نشر بعض الفتاوى، سواء في الصحف أم منتديات الإنترنت، يغيب اسم المستفتي، فهو اسم لا يأتي ذكره لا من قريب ولا من بعيد، فإذا كانت القضية التي يستفتي فيها السائل قضية عامة، تهم عموم الجمهور أو تمس فئة منهم، مثل حكم من قال بأنه “مسلم ليبرالي” فمن المهم ذكر اسم السائل، والداعي لذلك هو إيقاف استخدام أصحاب الفضيلة من أسماء متخفية، الله وحده أعلم بمقاصدها، المشايخ يجيبون على قدر السؤال، وهناك أسئلة تم توجيهها  مثل ذاك الذي أثار الجدل واستدعى التوضيح ، والقراء يحرصون على العناوين، أعتقد بأن ذكر اسم المستفتي سيجعله يحرص عند صياغة السؤال، وعلماء الشرع لديهم القدرة على معرفة الأسماء الحقيقة من المزيفة، ومن لديه حرص على فتوى في شأن عام لن يضيره ذكر اسمه.
                    
*****                          
الآلاف على أبواب السفر ولا تجد حملات توعية مؤثرة تتناسب مع الاستهداف الذي أصبح المواطن السعودي يتعرض له، التصريحات الصحافية بين فينة وأخرى لا تكفي، نحن بحاجة إلى حملة تخبر المسافر بما له وما عليه، والأخطار المتوقع تعرضه لها وما يتوجب عليه فعله وأي الأبواب يطرق، من هنا أقترح حملة “جوازك في جيبك”، مثلما المواطن مستهدف، أيضاً جواز سفره مستهدف، فهو كما نعلم يباع ويشترى، وله بورصة ولصوص تخصصوا فيه، وتنتظره كثير من الجماعات وأيضاً الاستخبارات لاستخدامه، فلا أقل من القيام بحملة توعية، ضع جوازك في جيبك أو لدى صندوق الأمانات في الفنادق المحترمة، واحفظ الرسالة التي تصلك وفيها أرقام الاتصال بالسفارات، فهي في غاية الأهمية، إنها أهم من النكت و “البلوتوثات” المحفوظة في جوالك العزيز، وترفّع عن الأماكن الموبوءة، مع الأمنيات ألا تحتاج إلى تلك الأرقام.
       

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.