كان لدينا حاطب ليل فأصبحنا على “حاطب إيميل”، ينقل هذا الحاطب كل ما يصل إليه إلى كل من يصل إليه، هذا ليس لغزاً بل واقعاً مثل دوامة لا تنتهي، والطريف ان “الإيميل” يقدم ابلغ صورة ملونة لحوار الطرشان.
منذ أكثر من شهر استقبلت رسائل من بريد مجهول بكثافة عالية، اقضي وقتاً طويلاً لحذفها، ثم تناسلت الرسائل مثل متوالية هندسية، فكل من وصلته رسائل من ذلك البريد المجهول أرسل محتجاً ليراكم الرسائل أكثر، من خلال ما يسمي بالمجموعات، أطرف ما في الأمر أن هناك من يرسل طالباً من الآخرين عدم الإرسال، وهو لا يعلم انه يزيد من حجم المشكلة، ذكرني هذا بصورة على الانترنت عن شخص كتب على الجدار “الرجاء عدم الكتابة على هذا الجدار”، جاء بعده شخص آخر وكتب تحت ذلك الطلب “ابشر طال عمرك”، لن استغرب لو أن شخصاً ثالثاً كتب محتجاً على تصرفات أولئك وعلى الجدار نفسه.
وبحكم أن البريد الالكتروني هو حلقة الوصل الرئيسية والسريعة بين قراء هذه الزاوية وكتَّابها، ولأنني اهتم ما استطعت بقراءة كل رسالة تصل حتى لو تأخرت في الرد عليها أو التعليق على ما جاء به مرسلها، ألاحظ أن الكثير من الأخوة ما زالوا يرفضون كتابة أسمائهم، أو يصرون على عدم ذكرها عند استعراض قضايا تعني أشخاصهم، وأيضاً هم لا يهتمون كثيراً بوضع عنوان للرسالة يميزها عن الرسائل المجهولة المصدر التي تتكاثر كل يوم، أما الأكثر غرابة في الأمر فهو شكاوى ساخنة ترد بالتفصيل وأكتشف لاحقاً أنها من بريد مهمل لا يقبل رداً.
****
أرسل إلي احد الأصدقاء توضيحاً على مقال يوم الأربعاء “سوق الغرق”، يشير فيه إلى أن وكالة “رويترز” للأخبار كانت نقلت تصريح وزير المال السعودي عن طرح البنك الإسلامي للتنمية للاكتتاب وأخطأت في النقل، وان معالي الوزير كان يقصد بنك الإنماء الذي أعلن عن تأجيل طرحه إلى حين “مفتوح”! ولست متأكداً أين الخطأ؟،ومن المهم أن يصدر توضيح من وزارة المال يبين أي بنك هو المقصود، أما الصمت فهو دليل الرضا على ما نقلته وكالة الأنباء، هذا التصحيح لا يغير كثيراً من واقع سوق المال السعودية التي استعرضت أحوالها في ذلك المقال، سوق “الجدار القصير” تحتاج إلى حراسة مشددة، وحتى نقرأ توضيحاً، يظهر أننا بحاجة إلى مراسل لوكالة أجنبية يصادف مسؤولاً في الخارج ليطرح عليه السؤال فنحصل نحن على الإجابة!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط