عباس وفرناس

منذ اندلاع الأحداث في غزة ورئيس السلطة الفلسطينية يحصل على دعم غير مسبوق، الكل يدعمه حتى الأعداء، بوش ووزيرة خارجيته، حتى رئيس وزراء الدولة الصهيونية يقصف غزة ويدعم عباس! واللجنة الرباعية وممثلها الجديد سيء الذكر توني بلير، هذا الدعم غير المحدود مع إفراج عن أموال لدى السلطات الصهيونية قدمت أو ستقدم لسلطته  يطرح سؤالاً عن قدرة عباس على الاستفادة من هذا الزخم لمصلحة القضية وليس لمصلحة فئة من الفلسطينيين ضد فئة أخرى، إصرار أبو مازن على رفض الحوار مع حماس لا يبشر بخير، ويشير في ما يشير إليه أنه سيتلقى دعماً أكبر لأجل هذا الموقف.
إذا عدنا إلى التاريخ القريب نتذكر أن أبو مازن حظي بمثل هذا الدعم  على رغم عدم الإعلان عنه بهذه القوة والكثافة، كان ذلك الدعم حملة لخلافة الرئيس الراحل عرفات، وحتى قبل وفاة الأخير ورئاسة عباس للوزراء لم يستطع تقديم منجز واحد للشعب الفلسطيني، بقي حالماً بعطف إسرائيلي، الداعمون يعلمون حقيقة القدرات وحدودها لذلك يستمرون في الدعم نكاية بالطرف الفلسطيني الآخر، إذا كان أبو مازن يريد التقدم خطوة يجب أن يركز على الاستفادة من هذا الدعم، ليترك حصار غزة الآن ويصب جل اهتمامه على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، عدم الاستفادة من كل هذا الدعم الإعلامي والسياسي والمالي هو إخفاق كبير، إذا استطاع التقدم خطوة في هذا الجانب الأهم فإن الجميع سيصفقون له بمن فيهم المتعاطفون مع حماس، ليتحول إلى زعيم حقيقي للفلسطينيين بكل فئاتهم، السؤال هل هو قادر على تحقيق هذا المنجر؟ أم أن للدعم حدوداً وخطوطاً وأهدافاً مرحلية للداعمين ثم لكل حادثة حديث، يمكن للمتابع أن يحكم من التجارب السابقة، من هنا في مقدوره الإجابة على السؤال بأن عباس لا يملك القدرة السياسية لفعل ما يجب عليه فعله، لهذا هو يصر على رفض الحوار مع حماس أملاً في استمرار الدعم، من الواضح أن القبول بفكرة الحوار يعني توقف الدعم الأميركي – الإسرائيلي الرباعي، لذلك لن يطير أبو مازن بالقضية ولو حتى على طريقة عباس بن فرناس، أما الشعب الفلسطيني الجريح فهو ما زال يتناسل!
ذكرت الأخبار أن لجنة التفتيش عن أسلحة العراق أصدرت بياناً قالت فيه، إن معظم المعلومات التي قدمتها الحكومة العراقية “أيام صدام” عن أسلحة العراق كانت صحيحة! يقترح على اللجنة الموقرة أن ترسل صوراً من هذا التقرير لكل من قتل ويقتل في العراق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.