“عارف”

بعد أكثر من 20 عاماً، وبعد أن مات ونُقل جثمانه إلى بلاده، اكتشفت السلطات السعودية أن الهندي محمد عارف ليس هو! جاء هذا الاكتشاف بعد وفاة “المذكور أنه هو”! أتضح أن الرجل غيّر اسمه وديانته بجواز مزور قدم به من بلاده، لم يكن الرجل مسلماً بل كان هندوكياً، وعندما وصلت جثته إلى الهند طالبت بها أكثر من عائلة إلى أن اتضح انه ليس هو، عارف هذا كان عارفاً بأوضاع أنظمة التثبت والوثائق في السعودية، فكان أن عاش 26 عاماً بهوية مزورة، كيف حصل على تأشيرة بجواز مزور؟ لست أعلم فالعلم لدى السفارات، عندما وصل جثمان “عارف” إلى الهند طالبت به عائلتان إحداهما مسلمة والثانية هندوكية، وكلتاهما تدعي انها قريبة المغترب، وفي طيات الحرص على الجثمان حقوق مالية.
إلا أن السلطات السعودية، كما نشرت “الحياة”، رجحت ألا يكون مسلماً بسبب أنه غير مختون! عندما يخرج شخص من مطار بلاده بجواز مزور، فهو مسؤولية سلطات ذلك المطار، وليس هناك بحسب علمي اتفاق أمني بين الهند والسعودية يحد من تزوير الوثائق على رغم كثرة الهنود، مثلها مثل بنغلاديش وما ادارك ما بنغلاديش وما يفعله كثير من أبنائها في بلادنا وسط عدم فعل رسمي واضح!.
ماذا كان يعمل من قال انه محمد عارف؟ لست أدري، ولن استغرب أن يكون عمل خلال هذه المدة حارساً أو خادماً لمسجد، بسبب حرص كثير منا على الشكل لا المضمون. اللوم لا يقع على رجال الجوازات فهم لا يستطيعون معرفة أن الرجل “مختون” من وجهه!
الأمل بعد الله تعالى في نظام البصمة ومن يشرف عليه ويديره، هو نظام طالب به الإعلام والجمهور فترة طويلة ثم تحقق، لكننا لا نعلم إلى أين وصلت شموليته؟، المفترض أن تصدر الجهات الأمنية أخباراً دورية تبين قدرات هذا النظام وأحواله، ليطمئن الناس أن من يعيشون معهم وحولهم هم أنفسهم وليسوا أشخاصاً آخرين.
في قضية عارف الذي عرف أخيراً… على من يقع اللوم؟، لاشك في انه يقع على “المرحوم”، الذي ذهب مع قدراته الفذة، ويبدو لي أنه لم يسمِ نفسه محمد “عارف” عبثاً بل لأنه كان عارفاً، والمعرفة سلاح لمن يجيد استخدامه، لا لمن يدعي حيازته، والله وحده أعلم كم لدينا من عارف لا نعرفهم؟
ليس من السهولة على شخص أن يعيش بهوية مزورة 26 عاماً إلا في بلادنا!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.