عامل فيليبيني لم يذكر اسمه، يعمل في إحدى الشركات في جازان (جنوب غربي السعودية)، لاحظ مدير صحة البيئة في المدينة أن هذا العامل يقوم كل صباح وهو في طريقه لعمله بتنظيف الشاطئ تطوعاً منه، يحمل العامل كيساً فارغاً ويلتقط ما تركه زارعو النفايات من غير النظيفين. مدير صحة البيئة إبراهيم خياط قام بواجبه، شكر العامل وابلغ أمين مدينة جازان بما حصل. وجّه أمين صحة البيئة بتكريم العامل بشهادة تقدير! وعلق الأمين لصحيفة “الرياض” “متمنياً من أبناء الوطن وشبابه الاقتداء به، حفاظاً على نظافة البيئة”، اشك في أن العامل النبيل يستطيع قراءة شهادة التقدير أو الاستفادة منها! والشك يتواصل في تحوله إلى قدوة! لو كنت من المعنيين وأردت فعلاً أن يكون العامل قدوة لاستقبلته في مكتبي وقدمت له مكافأة مالية، ورفعت مطالباً إمارة المنطقة بتكريمه أيضاً، ودعيت قناة التلفزيون واعتبرته عامل الشهر أو السنة في منطقتي… هذا إذا أردنا قدوة بالفعل لا بالتصريحات.
****
لا اخفي على القارئ العزيز أنني اتصلت بأحد الأصدقاء في وزارة الصحة عندما طالعت إعلاناً فضائياً يدعو الجمهور للحذر من ميكروب يصيب الأطفال ترويجاً للقاح “الأطفال”، ويطلب الإعلان من المشاهدين مراجعة الأطباء، وفي طياته حث على البحث عن اللقاح! ثم قرأت توضيحاً من وزارة الصحة “لم يهتم كثيراً بمساحة نشره”، يقول إن هذا اللقاح ليس من اللقاحات الأساسية للأطفال التي يتضمنها جدول التحصين في السعودية، علماً بأن الوزارة تؤمن هذا اللقاح لفئات معينة تكون أكثر عرضة للمضاعفات الناتجة من الإصابة بهذا الميكروب.
والصحة أدرى واعلم منا ولها الشكر على الاهتمام بالتوضيح ولو متأخرة، ولا بد من الإشارة إلى انه من المؤسف أن تسمح قنوات فضائية بإعلانات من هذا النوع تزرع الخوف والارتباك لدى الجمهور العريض.
****
من المضحك أن يكتب احدهم منتقداً وربما مستهجناً أن يسافر الناس للسياحة في الخارج هذا من حيث المبدأ، أما الأكثر غرابة فأن يكون هذا “الأحد” من الناس كل عام يقضى شهوراً مع عائلته الكريمة في الخارج، مثل هذه الصورة وهي قديمة وبالية مازالت موجودة، من يمارس هذا النوع من “الفعل” ولا أقول الكتابة، يعتقد واهماً انه يجامل المسؤولين على تشجيع السياحة الداخلية أو يمتدح جهودهم وهم على دراية وعلم بكامل القصة.
للجميع الحق في أن يرغبوا في السياحة الداخلية، ولهم الحق في إظهار مساوئ السفر للخارج بشرط أن يلتزموا هم أولاً بذلك، فلا يأمرون الناس بفعل وينسون أنفسهم.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط