بلاغ عن هروب عامل

لو شمّرت وزارة العمل عن ساعديها بتنسيق فعّال مع الأجهزة الأمنية لاستطاعت الحد من قضايا خلافات العمالة مع كفلائهم، ولأمكن سد فجوات في الأنظمة تُستغل أسوأ استغلال.
من الزملاء الكتاب من طالب بإلغاء نظام الكفيل، يجب قبل هذا تقديم البديل” الناجح”، بما يحفظ حقوق جميع الأطراف بإنصاف، لقد أنهكتنا التجارب الإدارية. نعم هناك تقصير من بعض الكفلاء، أشير إلى هذا من واقع حالات عدة وصلت إلى هذه الزاوية، كان آخرها قضية المهندس السوري وكفيلة الذي يعمل في لجنة لإصلاح ذات البين! والحقيقة أنه لم يصل إلى هذه الزاوية حتى كتابة هذا المقال أي إشارة اهتمام من وزارة العمل فهي بعيدة عما يُنشر، حتى يشك أن لديها علاقات عامة تتابع! إذا كانت تتعامل مع الورق فقط، فإن الصحف من ورق، لا يرى بالبعض مصائر البشر وهمومهم على الورق. في هذا الجزء من مسؤوليات وزارة العمل نريد معرفة الصعوبات التي تواجهها، إما لنعذرها أو نحاول التفكير معها في حلول. في القضية السالفة الذكر، وبحسب ما ذكره صاحبها تم الإبلاغ عن هروبه على رغم معرفة المبلغ عنه بعنوانه! وهو يعاني مالياً ونفسياً، هذا ما نقلته عنه سابقاً، الآن أنا أمام رسالة جديدة من متضرر آخر.
يحيى إبراهيم يحيى، رجل في الخمسين من عمره من اليمن، قال انه إنسان بسيط، واتضحت هذه البساطة بعد اتصال هاتفي، عمل الرجل 20 عاماً في أمانة مدينة جدة، ثم نُقلت كفالته إلى شخص اتضح لاحقاً انه لا يتوافر لديه عمل! وهي الفجوة نفسها، حاول يحيى أن يجدد إقامته أو ينقل كفالته إلا انه لا يجد كفيله الذي لا يرد على اتصالاته، يذهب إلى المنزل فيقال انه غير موجود، بل قام بالإبلاغ عن هروبه!؟ حصل يحيى على خطاب من مكتب العمل للشرطة لإحضار الكفيل ولم يحضر، وقضيته منذ ثمانية أشهر! لتنتهي إقامته ويعتبر مجهولاً قد ينطبق عليه نظام المتخلفين!
العجيب أن الخطابات هي جهد رسمي “مشكور” إلا انه مجهود لا يقدم ولا يؤخر، والدليل قصة يحيى وغيره، أشغال لجهات رسمية من غير فائدة فلماذا لا يعاد النظر في هذه الإجراءات.
أعلم جيداً أن قضايا العمالة قضايا شائكة، والصورة لا تكون واضحة المعالم من طرف واحد، وربما يرسل الشاكي مخفياً بعض الحقائق، إلا أن ما يزرع علامات التعجب هو عدم التقدم في حلها خطوة واحدة!
حتى الأجهزة الأمنية يمكنها بعد البحث والتقصي تعديل الأنظمة للحد من بلاغات هروب العمالة الزائفة والتي تشغلها عن أعمالها الحقيقية ويقبع من جرائها ضعفاء في أحوال صعبة لا يرضاها الله تعالى ولا إنسان صحيح الإنسانية من خلقه… فالظلم ظلمات يوم القيامة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.