أين الحقيقة في أرقام السعوديين المشاركين في أعمال العنف بالعراق؟ وهل هناك مبالغة؟ وما الهدف منها؟ من حقنا أن نتساءل، خصوصاً عندما ترد أرقام تقول إن 45 في المئة من المقاتلين الأجانب في العراق هم من السعوديين “تصادف”! نشرها في صحيفة أميركية مع زيارة للمستشار الأمني للحكومة العراقية موفق الربيعي للسعودية. قال المستشار إن هناك 160 سعودياً تم الحكم عليهم، وهناك مئات غيرهم في السجون” لم يحدد العدد؟”.
إذا كنت متابعاً للشأن العراقي منذ الاحتلال الأميركي البريطاني لا بد لك من أن تشكك في أرقام الربيعي، حفلة ظهور “المستشار” في كل حين بنقص “بالغ” بالصدقية. نعم هناك سعوديون يشاركون في أعمال العنف بالعراق مع جنسيات أخرى، فَلِم المبالغة في أعدادهم من حكومة المالكي في مقابل استماتة هذه الحكومة في نفي أي دور للإيرانيين في أعمال العنف بالعراق… في كل سانحة؟
يركز المسؤولون العراقيون في حكومة المالكي على السعوديين، فهم لا يستطيعون اتهام السلطات السعودية، حيث تمكنت منذ ما قبل الغزو من حراسة الحدود المشتركة بامتياز، هنا يجري الحديث عن دور دولة مجاورة يقصد بها سورية في تسريب المقاتلين، أما إيران فيجرى استبعادها دائماً.
نعود إلى الوراء قليلاً إلى يوم 16 تموز (يوليو) 2006 حيث نفى الربيعي في تصريح لقناة “السي إن إن”، أن يكون هناك دور لإيران في أعمال العنف بالعراق، واتهم سورية بقوله: “السوريون سببوا موت الكثيرين في هذا البلد… إلخ”! انتهى.
ليس هذا هو التصريح الوحيد الذي ينفي أي دور لإيران في العراق، كثير من أعضاء حكومة المالكي يبادرون دائماً بتبرئة طهران، مع أن القوات الأميركية لا تمل من الإشارة إلى هذا الدور. من الجدير بالذكر أنه عندما ضربت القوات الأميركية تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر هرب كثير من قادتها وقواعدها إلى إيران المجاورة. مع غموض وضبابية في معرفة مصيرهم!
لكن لماذا نذهب إلى الماضي، للبحث في جذور الحرص على المبالغة بدور السعوديين في العنف بالعراق؟ ولنقرأ تصريحاً جديداً نشر يوم الاثنين الماضي لمدير المركز الوطني في وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف قال فيه إنه تم القبض طوال الفترة الماضية على 2489 “إرهابياً” من جنسيات مختلفة، معظمهم إيرانيون ومصريون وأفغان، وذكر ومن السعودية تسعة موقوفين قيد التحقيق و71 آخرون صدرت أحكام بحقهم، أما الغالبية العظمى فكانوا من إيران وعددهم 461 معتقلاً.
ماذا يريد الربيعي من أرقام تنفيها وزارة الداخلية العراقية؟ لماذا يبالغ في دور ويتم التستر على دور آخر؟ لك أن تتساءل! الحقيقة تقول إن هناك حرباً داخل الحرب في العراق، حرباً تشن على العرب والعروبة وانتماء هذا البلد العربي.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط