المنطق البريطاني

وهو منطق عجيب.. لا بد من محاولة فهمه، هذا المنطق أوضحه وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هويلز في تصريح له عند زيارته إلى الأردن الأسبوع الماضي، وانقل كل ما نشر على لسانه “اعتبر وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هويلز أمس في عمان “أن تطبيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم غير منطقي”. وقال انه “من الصعب جداً أن نحل مشكلة اللاجئين التي تراكمت منذ 60عاماً، ويجب أن تكون لدينا جاهزية لفهم أن التاريخ يسير، وأن أماكن اللاجئين أصبحت جزءاً من إسرائيل” انتهى.
تطور المنطق البريطاني منذ أيام “وعد بلفور” إلى عهد براون الذي بدأ قبل أسابيع، فقديماً كان المنطق البريطاني يساعد اليهود على قدم وساق في الهجرة إلى فلسطين، لقولهم إن لهم حقوقاً عمرها آلاف الأعوام في ارض عربية، أما الآن فالمنطق البريطاني تطور ليصبح من غير المنطقي عودة اللاجئين الفلسطينيين، بعد تراكمات 60 عاماً! هذه حقيقة السياسة البريطانية في المنطقة.. إسرائيل أولاً وعاشراً، ليس في الأجندة غيرها. بهذا التصريح الخطير يمكن لك توقع “تباشير” فترة رئيس الوزراء غوردن براون ودورها أو “جهودها”، في “إطفاء” عملية السلام.
الوزير البريطاني يطالب بضرورة أن تكون لدينا جاهزية للفهم (يقصد العرب) “وهذا يعني أن العرب لم يفهموا حتى الآن…”.
جرأة عجيبة.. بعبارات (…) موجعة تقال في دولة عربية فيها من فيها من اللاجئين الفلسطينيين، ولا تعليق! حتى الآن لم يطالبه أحد بالاعتذار.
 لاحظ انه كلما كان اسم المسؤول الغربي يبدأ بحرف الباء تكون أحوال حقوق العرب أكثر سوءاً، خذ مثلاً/ بلفور، بوش، بلير ، بريمر.. والآن براون.
تصريح وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، يكشف محاولة بريطانيا للتستر على عورتها التاريخية، فهي أصل العلة في الشرق الأوسط، وقضية فلسطين واللاجئين هي من صلب مسؤولياتها، أما التاريخ وحركة سيره يا معالي الوزير فهو يقول لنا في صفحة من صفحاته، انه كانت هناك إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وانكمشت، وهي الآن تتوكأ على عكاز يبعد عنها آلاف الكيلومترات، والأفضل لها.. من باب حقوق الإنسان التي تدعيها، أن تتحمل مسؤولياتها عن كارثة إنسانية مستمرة منذ أكثر من نصف قرن.. بدلاً من محاولة القفز عليها وإقناع الآخرين بمنطق اللامنطق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.