القارئ عثمان يسألني عن أخبار حساب إبراء الذمة ولم أجد جواباً! هذا الحساب، للتذكير، فتح في أحد المصارف السعودية من جهة حكومية، بحيث يودع فيه أي موظف حكومي ما أخذه بغير حق من المال العام، مثل انتداب لم ينجزه أو خارج دوام قضاه مع العائلة الكريمة وما إلى ذلك… بالطبع لا يتوقع أن يودع فيه مرتشٍ هللة واحدة، اللهم إلا إذا تاب، وربنا غفور رحيم.
قبل مدة طويلة نُشِر أن المبالغ التي أودعت في الحساب وصلت إلى 40 مليون ريال، وهو رقم من الذاكرة فلا تحاسبوني، ومن بعدها لم يعلن شيء. والأوْلى أن يعلن المصرف أو الجهة المشرفة كل شهر عن حصيلة الحساب، يمكن لي أن أعتبر هذا الحساب “ترمومتراً” يوضح درجة حرارة النزاهة في البلاد، وأخبار صحتها، وهل هي تتماثل للشفاء؟ وكان الإعلان عن فتحه مصدر سرور للكثيرين. توقعوا أن تتبع هذه الخطوة خطوات أخرى.
أرجو ألا تكون الجهة المعنية بالإشراف على هذا الحساب قد نسيته، فالبنوك لا تحرص كل الحرص على تذكير أصحاب الحسابات بأحوال أموالهم. وجاءت مسألة تحديث المعلومات فرصة لبعضهم. البنوك هي الجهة الوحيدة تقريباً التي لا تطلب منك عند فتح الحساب عنواناً لشخص آخر يمكن الاتصال به عند الحاجة، اللهم إلا عند الإقراض! لهذا هناك حسابات كثيرة “هائمة”، أرجو ألا يكون حساب إبراء الذمة منها.
وكنت قد كتبت (الثلثاء)، مطالباً بالبدء في حملة مكافحة الفساد بشكل ممنهج ومخطط، بحيث نبدأ بالتذكير بفضائل الأمانة والنزاهة، وموقعها من العقيدة والأخلاق مع الحض عليها. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، فلا ننتظر إلى حين إنشاء هيئة مكافحة الفساد، ثم قرأت خبراً نشرته جريدة “الوطن” يقول إن هيئة الرقابة والتحقيق كشفت سوء استخدام الهواتف الحكومية الرسمية. إلى هنا والأمر لا يشكّل مفاجأة، ما فاجأني هو أن هناك هواتف رسمية يمكنها الاتصال برقم “700”، استطاعت “الهيئة” إيقافها، ولست أعلم عن أي فترة كانت؟ هل هي الفترة نفسها التي فتحت علينا فيها شركة الاتصالات، أيام الإدارة السابقة، فوهة ذلك الغول المسمى “700”، أم أنها فترة تلتها؟ إذا كانت فترة تالية لها فلا بد من التحقيق في كيفية السماح لهواتف ثابتة بالاتصال بذلك الرقم، لماذا؟ لأن شركة الاتصالات وبعد أن ضج الناس وارتفعت معدلات فواتيرهم من ذلك الرقم الذي لا يشبع، قامت بإيقاف خاصية الاتصال به، إلا بعد طلب المشترك. ومن الطريف لو نعلم هل المشتركون في الحال السابقة” جهات حكومية” طلبت الاشتراك بهذه الخدمة؟ للعلم من باب الطرافة فقط لا غير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط