“مهرجان أو طرطعان”

بعد حالات وفاة وإصابات حدثت في بعض المهرجانات “السياحية” اتضح أن عامل السلامة هو آخر هم يشغل الجهات المنظمة، لأن الأمور تسير بزيت البركة.
لدي قناعة أن “زيت البركة” يسير كثيراً من شؤوننا، وهو زيت فريد لا اعلم من اخترعه أو ابتكر مكوناته، إلا أنه من منتجاتنا الوطنية، هذا الزيت خليط من اللامبالاة والانصراف إلى الأضواء الإعلامية، يبرز هذه الأيام مخلوطاً في زجاجة “سياحة الاستثمار التنافسي”. فكيف أصبح عند أولئك مهرجان وفعاليات ونحن لا! لدى الغالبية قناعة أن زيت البركة سيقوم بكل الواجب… انه السر الخفي.
في المنطقة الشرقية من السعودية انفجرت آلة إطلاق الألعاب النارية وأدى هذا الحادث إلى قتل شاب وإصابة تسعة عشر شخصاً، بعد أن رمى بهم الانفجار إلى مياه البحر، اكتشفت جثة المتوفى غرقاً، رحمه الله تعالى، في اليوم التالي، ثم نشرت “الحياة” تقريراً أحال فيه احد أعضاء لجنة التنظيم أو الأشراف المسؤولية على الشركة “المتخصصة”، اتضح لاحقاً أن تخصصها يشوبه شوائب والدليل انفجار وضحايا.
في مكة المكرمة أدى صعق التيار الكهربائي في مهرجان “الخير” إلى موت الطفلة عبير، ورداً على شكوى والدها المقهور عظم الله تعالى أجره، قال مسؤول في الجهة المنظمة أن ذلك “قضاء وقدر”، لاحظت أن هذه من المرات القلائل” منذ فترة طويلة نسبياً” التي يصرف فيها النظر عن الأسباب والمسببات بالهرب قفزاً إلى “القضاء والقدر” ولله تعالى الحمد والشكر.
قبل تدشين هذا المهرجان وصلتني رسالة من جهازه الإعلامي، فلاحظت أن “الخير” جزءاً من اسمه ومن ضمن فعالياته أو ألعابه “قلعة الموت”! أرسلت مستغرباً فكان الجواب أنه مجرد اسم! لعلك عزيزي القارئ عرفت الآن أين “صب” الخير وإلى أين ذهب الموت!
قبل ذلك وفي احد المجمعات التجارية شمال شرق العاصمة الرياض تعرض طفل أو طفلة لم اعد أتذكر إلى سقوط من إحدى آلات صالة الألعاب، تلك الصالة تقع في الدور الثاني من المجمع الضخم، ويلفت انتباهك فيها كثرة مشرفين تعلقوا بأجهزة الاتصال لا أظن أن من بينهم من يفهم التعامل مع تلك الآلات.
هناك حوادث أخرى غيرها حصلت من الصعب حصرها، ربما يخبرنا الدفاع المدني عن إحصاءية الحوادث… السياحية، خاصة وأنه يعلم أهداف الرسالة الإعلامية… حجب مثل هذه الإحصاءات ضرره أكثر من نفعه إن كان له نفعاً، أما نتائج كل هذه الحوادث فهو أن التحقيقات ستتم وستتخذ أقصى العقوبات على المتسببين، ثم لا يعلن عن شيء، حفاظاً على مشاعر أهالي الضحايا… فيما يبدو!
يذكر أن الآلات وأسلاك الكهرباء لن تكون بعيدة عن الاشتباه!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.