على الحائط الجانبي لمدخل مركز شرطة العليا شمال العاصمة الرياض، عبارة طويلة تحث المواطن والمقيم على ضرورة الإبلاغ الفوري عن الحوادث الجنائية، في أسفل اللوحة الكبيرة، وضعت أرقام الطوارئ لمختلف الجهات الأمنية، في أعلاها إشارة إلى انه “لا يخفى على الجميع جهود رجال الأمن في ملاحقة المجرمين”.
الأصل أن من يدخل إلى مركز شرطة، ليس بحاجة للحث على التبليغ، لا بد من انه زار المركز لمثل هذا الغرض أو قريب منه، التوعية لمن هو خارج مراكز الشرط… أولى.
لكن ما فائدة الفرد في تجشم عناء الإبلاغ! خصوصاً في الجرائم الأكثر انتشاراً مثل كسر وسرقة السيارات أمام المنازل؟ الحقيقة لا شيء!
وقضية سرقة السيارات وكسر زجاجها في الرياض، ظاهرة قديمة عمر في تزايدها وانتشارها والتعامل معها ببساطة له سنوات طويلة، والواقع الأمني يقول انه لم يتم إحراز تقدم يذكر في هذا الجانب، وتقرأ في بعض الصحف المحلية أخباراً عن تمكن الشرطة من القبض على عصابة بعد أن “وضعت خطة محكمة”! فلماذا لم توضع حتى الآن “خطة محكمة” للحد من سرقات السيارات؟، إن اللص الذي يكسر زجاج سيارة لسرقة ما بداخلها، سواء كان “متعلقات شخصية أو مسجلاً وإطاراً احتياطياً”، ليقوم ببيعه هو مشروع لص كبير، ربما هو يعمل لمصلحة اللص الكبير، واستمر انتشار هذه الظاهرة حتى أصبحت أمراً عاديا يبين أن الشرطة لم تنجح في القضاء على أسواق إعادة بيع المسروقات!
الظاهرة قديمة ومتزايدة ولا حلول، في المركز نفسه لوحة تقول: “أخي المواطن لا تترك سيارتك في وضع التشغيل”! لكن هذا الأخ تسرق سيارته وهي في وضع خامد، وإذا أردت أن تعرف حجم المشكلة ينبغي عليك زيارة محال إصلاح زجاج السيارات، ستجد زبائن دائمين، ربما لدى أصحاب السعادة وكلاء السيارات أرقام أفضل من حجم المبيعات!
أما طريقة تلقي البلاغ في مراكز الشرطة، فهي ما زالت تقليدية إذ إنها تتم بخط اليد وأسئلة روتينية، أسلوب العمل الداخلي في الشرطة بحاجة إلى تطوير… كبير جداً.
أنه لمن المستغرب ألا تتم زيادة عدد مراكز الشرطة في مدينة بحجم الرياض وزيادة عدد أفرادها ودورياتها، يحدث هذا مع وفورات في الموازنة! لو لم يكن هناك وفر لكان هناك عذر.
يظهر لي أن الحث على الإبلاغ خصوصاً في ذلك النوع من السرقات له أهداف إحصائية لا غير، أما الوقاية وإيقاف هذا النوع من الجرائم فلا تباشير لها. حسناً… ما فائدة الإحصاءات إذا لم تستخدم، ولا تعلن، ويتم حجبها؟، إن الذين يشعرون بلا جدوى من نتائج التبليغ عن سرقات من هذا النوع لن يتقدموا للإبلاغ عن غيرها… هم يطالعون في أخبار “القبض على” عن خطط محكمة ولا يرون نتائج على الأرض.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط