نفوق الإبل عمره عام كامل

كل ما حولنا يجبرنا على إعادة النظر في مختبراتنا التي نقرأ عن إمكاناتها ونسمع، يجبرنا الوضع على ضرورة فحصها هي أولاً، كذلك فحص العاملين بها، وهل هم على قدر من الكفاءة والتأهيل والقدرات، أم أنهم مجموعة من الإداريين يجتهدون في توقيع الخطابات؟ وهو فحص يجب أن يشمل مختبرات الغذاء والدواء للإنسان والحيوان، وعندما يقول رجال أعمال من الغرف التجارية إن نتائج فحص مسببات نفوق الإبل يمكن أن تظهر في حدود ثلاثة أيام، وهم من العاملين في قطاع الزراعة أو القريبين منه، فهو قول يشير إلى خلل في قدرات المختبرات، ثم إن السؤال الذي “يسدح” نفسه مثل بعير نافق رمي بجثته على جانب الطريق يقول: أين كليات الزراعة ومختبراتها ومعاملها، وعدد كبير من الخريجين والأساتذة المتخصصين كما هو مفترض؟ إنهم غائبون على “حالات” النفوق، فلا حس ولا خبر! ولن أقول الكارثة الوطنية التي تهدد ثروة الإبل وأصحابها منهم من بكى على الفقر الذي أصابه، ومنهم من أصيب بالعمى، لن أصفها بتلك الصفة حتى لا يغضب أحد، على رغم أن استخدام كلمة “الوطنية” سمح به ولم يعترض عليه احد للإعلان عن تخفيضات أسعار للرز ثبت أنها غير صحيحة.
 من هنا يمكن أن نطلق على مسلسل نفوق قوافل الإبل “كارثة الضعوف”، ومن ضمن ما قيل عن احتمالات المسببات إن هناك نخالة “دخيلة”، فمن أدخلها؟ وكيف وهي “دخيلة” تصل إلى هذا الحجم الذي يسير ويؤثر من خميس مشيط إلى الأفلاج وهي مسافة كبيرة؟ واتفق مع معالي وزير الزراعة بأن المشكلة لا تحل بمشكلة، فهذه العبارة صحيحة، لكن إذا لم نكن نعلم سبب المشكلة فلا بد من أن نفكر في كل الأسباب حتى لا تنتشر، وهو ما يحصل الآن، ثم إن هناك أسئلة تدور في أذهان الناس عن التخزين في الصوامع، وهل هناك كميات قديمة تم تصريفها؟ وماذا عن طريقة تسليم الكميات؟ خصوصاً أن أحد المسؤولين في الصوامع تحدث عن مجاملات! والخوف والحذر من أن يطاول هذا الدقيق والطحين، وقد أبدى بعض المواطنين خوفهم هذا في مقابلات مع الصحف.
وأعود للتذكير مرة أخرى بأن قضية نفوق الإبل عمرها عام كامل بأيامه وشهوره، وليس أسابيع كما يقال الآن، وقد ذكرت ذلك في مقالي ليوم السبت الماضي “مواطن يفترش جيفة” وقدمت الإثبات، واذكر دائماً أن النار من مستصغر الشرر، لأن لملمة الأمور تؤدي إلى زيادة انتشار النيران، والتكرار تأكيد على أن المختبرات المحلية فشلت منذ عام، مع استغرابي لاختيار مختبرات فرنسا الشهيرة بالبقر لا بـ “البعارين”! والله المستعان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.