تحول الإطار الاحتياطي للسيارات أو “الاستبنة” إلى عملة صعبة، واضطر بعض مالكي السيارات في السعودية، بسبب سطوة اللصوص، إلى فك الارتباط بهذه العملة، أصبح هؤلاء يقودون سياراتهم من دون اطار احتياطي، أو يضعونه في حرز كل مساء ثم يعيدون حمله في الصباح، السبب أن وجوده داخل السيارات يسيل له لعاب اللصوص، فيكسرون زجاج السيارة ويخسر صاحبها الكثير، إضافة إلى إطار ثمنه طار إلى الأعلى، وسبب عودتي للحديث عن السرقات اتصال من احد الإخوة المواطنين، اشتكى من أن الحي الذي يقطنه (شمال العاصمة) انتشرت فيه سرقات السيارات، ولم يعد الأمر يحصل قبل طلوع الفجر بل وعلى ذمته صار يحصل عند الظهر، ولا اشك في صدقيته، قبل أيام اخبرني عامل هندي في “الحارة”، أن لصاً دخل إلى سكن عمال وسرق هواتفهم النقالة وما في جيوبهم من المال، أيضاً عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً قبل رمضان، العمال يذهبون إلى العمل بعد صلاة الفجر ويعودون قبل صلاة الظهر ثم يتناولون وجبتهم ليغطوا في النوم، ثمن ذلك “المقيال” كان خسارة كبيرة لمن في وضعهم، ولشهر رمضان المبارك فترات ذروة للسرقات النهارية معروفة.
ذكر لي الأخ المتصل ما اعرفه عن كثرة زوار ورش إصلاح زجاج السيارات، ولأنني طرقت هذا الموضوع كثيراً وبسبب نصائح احد الأصدقاء الذي يرأف بي، أصبحت أحاول التفكير بإيجابية، فاقترحت على المتصل أن نتشارك في فتح ورشة لإصلاح زجاج السيارات ونستفيد من هذه الطفرة، ونفتح بجوارها دكاناً لبيع الإطارات “المستعملة”، لتصبح الطفرة طفرتنا ولا علاقة لنا “بالطفرانين”، الإطارات يمكن لنا إخفاؤها على السطح حتى لا تقع عليها العيون الساهرة… أو “ندب” عامل للحراج عليها.
ومن معرفة بالوسط الأمني استنتج أنه بالإمكان أحسن مما هو كائن وزيادة، بل وجدت لدى كثير منهم حماسة للوصول إلى الأفضل، لذلك كتبت مقال “الأمن والمال”، والطموح هو أن يحصل كل مسروق على خدمة الأدلة الجنائية مهما صغرت السرقة، عندها يتوافر لدينا مركز معلومات ضخم عن بصمات لصوص التمهيدي والابتدائي، وببعض التوعية سيعلمون هم ومن يتستر عليهم أنها سابقة محفوظة، فإذا توجهوا إلى فرصة عمل وبحثوا عن صحيفتهم يمكن الكشف عمّا جنته أيديهم، وأشرت إلى التستّر، والواقع أن هناك قلة قليلة من العائلات تتستر على أبنائها المقترفين للسرقات، ويخبرني احد الإخوة أن جاراً اشتكى من سرقة أولاد الجيران دراجة ابنه الهوائية بعد أن ضربوه وأخذوها عنوة، فذهب إلى والدهم يشكو له، فما كان من الوالد إلا أن دعا أبناءه وسألهم “وين كسبكم اليوم”؟ فهو في عرفه ويقينه مكسب، وربما تصادفه في المسجد يصلي ويصرّ على دعوتك لفنجال قهوة! الحقيقة انه ما زال في مجتمعنا من يجد في السرقات والمخالفات “مراجل”!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط