لا يعرفون الحلوى

أصر أحد المحسنين على دال للخير من الشباب الخيرين في محافظة الليث (غرب السعودية) أن يشتري بالمبلغ الذي أرسله له في شهر رمضان المبارك حلوى ويوزعها على أطفال الفقراء، لم يكن يرغب في شراء أكل أو ملابس، بل حلوى وللأطفال، كان المحسن، تقبل الله منه، يريد أن يدخل الفرحة على قلوب هؤلاء الأطفال الضعفاء، وليس هناك أجمل من متعة إدخال السرور على الأطفال، فكيف إذا كانوا فقراء؟ المفاجأة، كما أخبرني شاهد العيان، أن الأطفال لم يتعرفوا على الحلوى، وصاروا يتساءلون بينهم عن هذه الأشياء الغريبة التي قدمت لهم، كأن أعينهم تطالعها للمرة الأولى. ومحافظة الليث من محافظات مكة المكرمة كتبت عن أوضاع الفقر في مراكزها أكثر من مرة، ولم أسمع أو أقرأ عن تحرك رسمي تفاعلي يتناسب والأحوال هناك، فهذا عن المعلن عنه بالصور والتحقيقات الصحافية فكيف عن غير المعلن؟ وفيها – أي الليث – بحسب علمي مركز للتنمية الاجتماعية، لعل الإخوة الكرام في الوزارة يفصحون عن إنجازاته، وماذا قدّم منذ إنشائه؟ خصوصاً أن الوزارة تذكر دائماً أن لديها عشرات من مراكز التنمية الاجتماعية. وفيها أيضاً جمعية خيرية تتبع للوزارة، لعل الإخوة في الوزارة يخبرون عن أحوالها، ولماذا لا تستطيع أن تقوم بواجباتها، خصوصاً مع زيادة الاعتمادات المالية للجمعيات الخيرية كما أعلن مطلع شهر رمضان المبارك، وأنه يوم العيد، فكل عام وأنتم مع أحبابكم بأفضل حال، كل عام والوطن مع الجيران بخير وأمن ونماء، والمسلمون قد استعادوا عزتهم والعالم أجمع أكثر هدوءاً وسلامة، والقوى العظمى لاهية داخل حدودها.
إنه يوم عيد الفطر السعيد، والعيد أولاً للفقراء، أغناهم الغني تعالى من فضله الواسع، والعيد للمرضى شفاهم الشافي بقدرته ورحمته. لذلك أُذَكِّر بهم وبأحوالهم مع أطفالهم، فالعيد ارتبطت بهجته بالأطفال وبالحلوى ولا طعم له إلا بهما، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والنماء، وعلى القوى العظمى والمستعظمة بالانشغال في نفسها… اللهم آمين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.