وماذا عن “المسيار”؟

قرار وزارة العمل السعودية تمديد فترة التجربة للعمالة المنزلية إلى ستة اشهر بدلاً من ثلاثة، قرار حكيم تُشكر عليه. وهو أول قرار أذكره يعالج شرطاً من شروط مجحفة، فرضتها مكاتب الاستقدام على المواطنين منذ فترة طويلة، لعل هناك قرارات تتبعه تنظم أموراً منها التأخير، الذي تمارسه مكاتب الاستقدام والتعويض عنه، وإذا كانت هناك دراسة للتأمين على العمالة المنزلية، فيجب أن يتحمّل رسومها مكتب الاستقدام، الذي بدوره يستطيع تحميلها لمكتب تصدير العمالة هناك. الجميع يعلم أن العامل أو العاملة يدفع من دم قلبه مالاً، للحصول على فرصة عمل في السعودية، وهو مال يدفع للمكاتب. وفي الوقت نفسه يدفع صاحب العمل أيضاً لهذه المكاتب. تستطيع وزارة العمل حساب الكلفة ووضع هامش ربح معقول للمكاتب بما يحقق العدالة للجميع.
وزارة العمل أيضاً مطالبة بالنظر العميق في قضية هروب العمالة المنزلية وسهولة تشغيلها والعصابات التي تديرها. فهي بحكم الاختصاص معنية بهذه القضية، وهي أيضاً معنية بأوضاع مراكز رعاية الخادمات والأعداد الكبيرة فيها، حتى لو كانت تتبع لجهة أخرى.
أتفق مع الدكتور غازي القصيبي عندما صرخ “بحرف الخاء” لصحيفة “الوطن”، مؤيداً لمواجهة إدمان العمالة الوافدة… “الرخيصة”، مع عدم علمي بما يقصد بالرخيصة!، فهل هناك عمالة أغلى وأفضل؟ إلا أن إدمان العمالة الوافدة، المنزلية منها، والمستخدمة كتجارة، صرختُ للتحذير من تداعياتها مع زملاء آخرين منذ سنوات طوال، وذهب صراخنا سُدَىً، إذ تمت تربية المجتمع طوال عقود على هذه العمالة، ونِشأت تجارات أصبحت قطاعات اقتصادية! منها على سبيل المثال “الليموزين” في موازاة عدم توافر نقل عام على قدر معقول من الكفاءة، واتساع نطاق عمل المرأة السعودية وحاجتها للتنقل أكثر فأكثر، تضاف إلى هذا دكاكين الصيانة العمالية المنتشرة في كل شارع. ملف العمالة ملف ضخم ومتشعب، والمطلوب أن تحدِّث وزارة العمل قدراتها وكفاءة موظفيها، وتحارب تجارة التأشيرات في كل موقع.
وزير العمل الدكتور تفاعل مع ما نشرته “الوطن”، فهل يا تُرى يسمح وقته بالتفاعل مع سؤال يطرحه الملايين، فنحصل منه على تفسير للغز العمالة البنغلاديشية؟ هل تتكرم الوزارة وتخبر الناس عن جهودها لإلزام الدول المصدّرة بعدم السماح لأصحاب السوابق والمزورين بالقدوم إلى بلادنا؟
الوزارة أعلنت عن شروط استقدام الخادمة الثانية، ومنها أن يكون طالب التأشيرة متزوجاً من أخرى، لابد من أن سؤالاً سيُطرح على الدكتور غازي… ماذا يقول عن “المسيار”؟

                              ***
الدكتور ناصر الرشيد صاحب مبادرات الخير، أبرزها انشاء مستشفى علاج سرطان الدم لدى الأطفال في الرياض، ومشروع كبير للأيتام في حائل، وعشرات المساجد وغيرها من أعمال البر والإحسان، أجرى عملية لتغيير صمام القلب في أميركا. “طهور إن شاء الله يادكتور”، ادعو معي له بالشفاء العاجل ليعود إلى أبناءه ومجتمعه والأيتام الذين قام بكفالتهم سالماً معافى بكامل صحته ونشاطه.. اللهم آمين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.