لعبة الكراسي من دون موسيقى… هي حالة فرضت نفسها، لكنها ليست هزلاً، “مفتّحون” يسلبون عمياناً، صورة للأنانية في مدرسة “للتربية” ومعها مرفقة ثلاث صور للإدارة بالتعاميم والأمنيات الطيبة وإكمال اللازم بموجبه!
خبر نشرته “اليوم”، يحكي نتائج دمج الطلبة المكفوفين مع المبصرين.. أو من يميزون غالباً بالأسوياء، مع أن العمى الحقيقي يصيب البصيرة لا البصر، 13 طالباً مكفوفاً في مدرسة الأمير فهد بن سلمان الابتدائية في حي المزرعة في الدمام، تم دمجهم مع المبصرين، تناقصت مقاعدهم الدراسية لتصل إلى خمسة مقاعد لـ 13 طالباً! السبب أن الأسوياء يعوضون ما ينقصهم من مقاعد بالاستيلاء و “حنشلة” مقاعد المكفوفين، يحدث هذا في مدرسة لها إدارة وراءها وزارة… هي مدرسة وليست “حراج سيارات”، ولم يذكر سبب نقص المقاعد، ربما يتم قضمها مع جرعات من مشروبات غازية في الفسحة الكبيرة، يتكوم الأطفال المكفوفون على الأرض قانعين بما تبقى من المقاعد، يتناوبون الجلوس، يوم لك وثلاثة أو أربعة لزملائك المكفوفين، إلا أن هذه الصورة ليست حالة استثنائية، على رغم طرافة قد يراها البعض في قصص العميان، الحالة تحدث كل يوم تقريباً, ظاهرياً في الشارع… والطوابير من الفول إلى استخراج وثيقة، اترك مسافة السلامة المناسبة بينك وبين السيارة التي أمامك وانظر كم من “مفتح” يحاول حشر نفسه في المساحة الضيقة، توقف قليلاً للحصول على موقف واترك مساحة مناسبة ستفاجأ بجارح حديدي يحتل ذلك الموقف. هذا من الأشياء الصغيرة ولنترك الكبيرة.
الحقيقة أن أولئك الطلبة الصغار المكفوفين يتعلمون من معاناتهم واقع المجتمع المتكافل! وحسن تعامل افراده مع الآخرين في الهواء الطلق والملوث، هم يعيشون واقع التعامل من حقوق الجلوس إلى كل الحقوق، قد يطرح البعض سؤالاً عن نقص مقاعد دراسية في بلاد تصدر المساعدات المالية للآخرين، وأجيب أن النقص ليس مالاً، لكن قاتل الله سوء الإدارة فهي أسوأ من الفقر.
انصح بألا توفر للطلبة المكفوفين مقاعد جديدة، لأنهم سيعتقدون، وهذا خطأ شائع، أن هناك من يحميهم ويراقب تصرفات “المفتحين”، وهو أمر فيه نظر، وكلك نظر، فانظر حولك وصنف نفسك من أي الفريقين أنت؟ لنترك الأطفال المكفوفين على وضعهم، فهو ارحم لهم. هذه المعاناة – وان بدت صعبة وقاسية – من مقويات العظام ومبردات الأعصاب عند الكبر، ربما يتعلمون أن الصبر يأتي بالتصبر، وسيكتشفون لاحقاً أن غمط “المفتحين” لحقوق الآخرين، عمياناً كانوا أو جرى تصنيفهم كذلك، أمر شائع مثل كثرة الحديث عن الجسد الواحد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط