مجبراً، يضطر الكاتب إلى فتح دمامل، ربما يُقذف بتهم – إلا أن اطمئنانه لعدالة ينشدها بما يُرضي المولى عز وجل يدفعه للنظر إلى الأمام – يراها من ضمن ضريبة لا بد من دفعها ويحتسبها عند الله.
مع مباركتي للدكتور عبدالواحد الحميد على منصبه الجديد ودعاء له بالتوفيق والنجاح، لا أنسى انه زميل حرف، سطر كثيراً من هموم جمعتنا لمصلحة الوطن، وإن اختلف الأسلوب، فلكل قلم خطوطه، أيضاً بيننا مودة قبل المنصب، اجزم أنها باقية بعده… هذه إشارة لها صلة.
كل دولة تحاول جاهدة توفير الوظائف لأبناء شعبها، “سعودة”، “أمرتة”، “تمصير”، “تعمين” الخ… هذه الخطط المهمة اقتصادياً وامنياً واجتماعياً تواجه مقاومة شرسة، منها المعلن وكثير “مخفي”، منها مقاومة متجذرة عمرها طول التصاق بالملاك في القطاع الخاص، مع حجب أصوات الآخرين عنهم، صاحب الحلال لا يعود يرى إلا بأعينهم ولا يسمع إلا من أفواههم، فيصبح أسيراً لهم.
من هم؟
هم أكثر من طيف… أنتقي في هذا المقال طيفاً واحداً،
ما أنا بصدده “بعض” موظفين كبار في عديد من مفاصل القطاع الخاص التنفيذية التي تتحكم في القرار الداخلي، بعضهم عرب بقوا على جنسياتهم العربية وبعض آخر تلبسوا جوازات غربية، ومعلوم أنك إذا غيرت جنسيتك إلى “غربية” ستحصل في الخليج على مميزات أعلى ورواتب أضخم وربما نفوذ خادع مع انك ما زلت أنت…! عقدة ستنتهي!
أول مقاومة لتوظيف السعوديين تمت بالإساءة إلى سمعتهم الإنتاجية، تلقف الملاك في القطاع الخاص التهمة وعمموها ناسين أنهم من الفئة نفسها، هذه التهمة صبغت الكل، وإذا كانت واقعاً للبعض إلا انه لا يعقل أن تعمم و إلا ما كان لهذا البناء أن يرتفع!
بعد الإساءة إلى السمعة الإنتاجية يأتي العمل في الخفاء، إذ يمارس ذلك البعض سياسة “التطفيش” للموظفين السعوديين، فيما يحابون لأبناء جنسياتهم الأصلية، وليست للإنتاجية علاقة بالأمر ولا مصلحة المنشأة، لكنها حمية الجاهلية والخوف من توطين الوظائف، لذلك تجد الأنساب وأبناء العم، يأتي بعدهم تفضيل غير المواطنين، فهذا مؤهل الكفاءة الوحيد!، أما صاحب الحلال فهو في الغالب غائب… عيناه لا تريان إلا بأعينهم وأذناه تصدقان كلامهم، نسى هؤلاء مجتمعاً احتضنهم بأمان وحافظ على كرامتهم، فتفشت فيهم الأنانية البغيضة، ليتحولوا إلى اكبر جيوب “نوعية” لمقاومة توطين الوظائف، احتموا بعرف سائد في بلادنا لا يتحدث فيها بشفافية عن مافيا الوظائف في القطاع الخاص، استغرابي لا ينتهي من مثل هذه التصرفات، ألا يخاف هؤلاء من تجذير الكراهية في المجتمع لأبناء جلدتهم… وتداعيات ذلك لا سمح الله تعالى؟
اكتفي هنا بالتلميح، ترفعاً، مع توافر ما يسمح بالتصريح عند الحاجة، أما الصديق الدكتور عبدالواحد الحميد فهو مدعو لاقتراح عاجل من الموقِّع أدناه لإنشاء إدارة عامة في وزارة العمل لحماية المواطنين من “التطفيش” في القطاع الخاص.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط