أمن المعلومات الشخصية

تطور التقنية يدفع إلى تطور الاحتيال وقد يسبق الأخير الأول، ومن غرائب البنوك، انك تسكن في الرياض بجوار البنك الذي تتعامل معه، ويتم الاتصال بك من «الشرقية» (300 كليومتر)، لإخبارك بصدور بطاقة ائتمان أو صراف لك، ويطلب عنوانك! مع كل التحديثات التي تمت وتتم وتقفل لأجلها الحسابات الشخصية، ثم ترسل لك عن طريق البريد الذي يعتمد على توقيع أي شخص في المكان.

جانب آخر أصله ولع البنوك وشهوتها لزيادة عدد «الممسوكين من رقابهم» بواسطة البطاقات دفع بعضاً منها إلى خطوات عدة، من الترغيب التليفوني بصوت نسائي، «ما ودك ببطاقة للأبناء أو الزوجة أو احتياط… وببلاش!»؟ وربما إصدار بطاقات من دون علمك.

وإذا عدنا لأسلوب التقاضي بين العميل والبنك عند الخلافات وما أكثرها، الذي يفترض أن يعيد الحقوق لأصحابها ويكون عدلاً بين الطرفين، وعلمنا أن اللجنة المكلفة بذلك تعيش وتعمل داخل حضن مؤسسة النقد، والأخيرة مع البنوك قلباً وقالباً، وعلى المتضرر من العملاء تكريس حياته للاستمرار في كتابة الخطابات في جولات «من أطول نفساً»، إذا علمنا ذلك يمكن لنا توقع الكثير من الأخطاء… ومعها الأخطار على حقوق الناس وربما الأمن الذي يتتبع تمويل الإرهاب ومنابعه الآثمة لم تجف.

بعد طول انتظار ومطالبات عدة شاركت فيها، أصبحت البنوك السعودية تضع رسالة تليفونية عند اتصالك بالخدمة المصرفية الهاتفية، تحذّر فيها ممن قد يتصل بك زاعماً انه موظف بنك ويطلب معلومات، هذا أمر طيب، على رغم تأخره طويل التيلة. وكثيراً ما يوصف صاحب الخدمة او العميل بعدم الوعي وليست هناك توعية، ولا يخفى أن بعض البنوك هي من أكثر المستفيدين من انخفاض الوعي المصرفي، خصوصاً ان سوءاتها لا تظهر على السطح.

لست ضد البنوك على الإطلاق، لي معارف اعزهم وأقدرهم من ملاك بعضها وموظفين كبار وصغار احترمهم في بنوك أخرى، لكنني ضد «استهبال» البشر وغض الطرف عن الثغرات. نحن متأخرون كثيراً في التوعية المصرفية وشعاع حقيقة أن هناك ضياع حقوق لا يستطيع حجبه اكبر منخل في العالم.

الآن يشتكي مئات الآلاف من الأميركان من سرقة المعلومات الشخصية، إذ تحتفظ المتاجر بتلك المعلومات المدونة على البطاقات، وتخترق من محترفين، ويعاد استخدامها بإصدار بطاقات مزوّرة، لها سوق سوداء تباع فيها على «الانترنت». محترف منحرف مع جهاز كومبيوتر محمول وبرنامج يمكن تحميله مجاناً من «الانترنت»… النتيجة سرقة معلومات لاسلكياً، فهي متاحة بالهواء وإن لم نرها. هذا هناك في أميركا، أما لدينا فما زِلنا نزحف على درجات الألف باء… حماية وتعويضاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.